أتت ردود الفعل الخليجية متسقو مع واشنطن بعد الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في حمص. هذا التناغم يتناسب مع المساعي المشتركة مع إسرائيل لتشكيل حلف أميركي عربي إسرائيل بهدف محاربة إيران وحلفائها في المنطقة.
مع دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض نشط الحديث عن مساع لتشكيل محور أميركي عربي إسرائيلي لمواجهة روسيا وإيران بهدف استعادة التوازن في المنطقة. وبينما تبدي الأطراف الثلاثة باستمرار استعدادا تاريخيا للتعاون قد يكون هذا التحالف ثمرة الضربة الجوية الأميركية على سوريا.
يقول تقرير لمجلة "ناشيونال ريفيو" إنه بإصدار الأمر بقصف مطار الشعيرات، أعاد الرئيس ترامب الولايات المتحدة مباشرةً إلى اللعبة السياسية في الشرق الأوسط. إلا أن هذه الخطوة الكبيرة ستكون بلا جدوى إن لم يُنجَز مزيدا من العمل.
برأي المجلة الأميركية أن الخطوة القادمة التي ينبغي أن تُتَّخذ هي اتباع الولايات المتحدة لاستراتيجية إقليمية جديدة تختلف عن الاستراتيجية التي تبناها الرئيس السابق باراك أوباما بدعم تأسيس ائتلاف سياسي بقوة عسكرية أميركية.
تقول المجلة إن الولايات المتحدة تحتل اليوم مرة أخرى موضعاً مثالياً لتجمع القوى السنية بالمنطقة مع إسرائيل في تحالف ضد إيران وحلفائها الشيعة الذين يشكلون التهديد الجيوسياسي الحقيقي في سوريا.
على مدى العقد الماضي وحدت كل المملكة السعودية والكيان الإسرائيلي مصالحهما المشتركة في مواجهة إيران في المنطقة وهو ما حدث أيضا مع معظم الدول الخليجية الأخرى. إلا أنه بالإمكان توسيع هذا التحالف ليشمل مصر، والأردن، تركيا، وعمان كحلفاء استراتيجيين أقوياء للحلف الذي تقوده واشنطن ويركز على محاربة إيران وحلفائها.
هذا في الشق الأول من أهداف التحالف. أما الثاني فسيكون سحق داعش في كل الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق وسيناء، فضلاً عن اقتلاع جذور التطرف بكل أشكاله. لكن الهدف التصوري في محاربة الإرهاب يفرض الكثير من الأسئلة حيال إمكانية تحقيقه مع الدور الذي اضطلعت به هذه الدول في تشكيل الجماعات المتطرفة ودعمها لتوسيع نشاطاتها.