يبدو أن التحضيرات الميدانية لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية والكيان "الإسرائيلي" تبدأ من سوريا، حيث اختار العدو توجيه ضربة إلى دمشق كخطوة أولى على طريق تشكيل حلف عسكري.
بالتزامن مع ترقّب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وكيان الإحتلال، نفّذ الأخير ضربة عسكرية فجر الخميس على مقربة من مطار دمشق الدولي في سوريا، هجوم يحمل في طياته الكثير من الرسائل السياسية الهادفة إلى إبراز جملة من التحالفات الاميركية الإسرائيلية السعودية، والتوجه إلى ما تم الحديث عنه في تل أبيب على لسان وزير الحرب الأميركي حول تشكيل تحالف على شاكلة "الناتو".
بدأ الكيان "الإسرائيلي"، بتنفيذ أجندته المشتركة مع إدارته الداعمة في واشنطن، وبعض الدول المتحالفة معه في السر والعلانية، المعتمدة على سياسة التطبيع من أوسع أبوابه على الرغم من الجراحات العربية من جرائم الكيان الغاصب، وفي مقدمة تلك الدول السعودية، التي خرجت لقاءات مسؤوليها مع الإسرائيليين إلى العلن.
رأى مراقبون أن الضربة التي وجهتها تل أبيب الى دمشق، هي شكل من التعويض عن الهزائم التي مني بها محور الإرهاب، مع تقدم الجيش السوري والحلفاء في مختلف المحافظات السورية، واندحار الجماعات المسلحة من جهة، وانكشاف الغطاء عن الدور الذي تلعبه بعض الدول الخليجية على رأسها المملكة السعودية في دعم تلك الجماعات وتحالفها مع العدو الإسرائيلي بغية تحقيق أهدافه.
متابعون أشاروا إلى أن الضربة الإسرائيلية، تشكل رسالة تمهيدية لزيارة ترامب إلى المنطقة، حيث تحاول إبراز التفاهمات في محور إسرائيلي السعودية، بوجه سوريا، وإبراز الصورة على أن هذا الحلف لا يزال مسيطراً في هذه المنطقة، بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم.
وكان وزير الحرب الأمريكيّ جميس ماتيس، خلال زيارته "لإسرائيل"، كشف عن توجه أمريكيّ بتشكيل حلف دفاعيّ إقليميّ ــ شرق أوسطي، موضحاً أن التحالف الأميركي مع الكيان يمثل حجر الزاوية في هيكلية أمنية إقليمية واسعة جدًا، تضم التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركاء في دول الخليج، وفق تعبيره.