اليمن/ نبأ- عدن – ارتفع منسوب القلق في العاصمة اليمنية بعد رفض جماعة الحوثي لقرار تخفيض الجرعة الاقتصادية الذي وصف بأنه استفزازي، وتزايدت مؤشرات إمكانية وقوع صدام بين مسلحي الجماعة والجيش والدخول في حرب أهلية طاحنة.
في حين واصلت جماعة الحوثي تعزيز مخيماتها في محيط العاصمة اليمنية بمئات المسلحين الذين توافدوا إلى مخيم الاعتصام للحوثيين في منطقة “الرحبة” الواقعة على مقربة من مطار صنعاء الدولي، جميعهم من أبناء أرحب ونهم.
كما استقبل مخيم الصباحة -المدخل الغربي للعاصمة- وأهم مخيمات الحوثيين المحاصرة للعاصمة، العشرات قادمين من مناطق همدان وبني مطر والحيمتين.. وكان هذا المخيم قد استقبل أمس الأول، العشرات من أبناء محافظة صعدة قادمين من عمران ومزودين بمعدات وآليات حربية متوسطة.
وبحسب مصادر “اليمن اليوم” فإن هؤلاء يعرِّفون عن أنفسهم بأنهم من كتائب الحسين، وكانوا نفذوا مطلع الأسبوع مناورة عسكرية كبيرة في جبال الجنات والمحشاش شمال مدينة عمران.
وأكدت ذات المصادر أن هؤلاء اتخذوا من مجمع المعهد الوطني الواقع في (مند) الواقعة ما بين (الخسمة) في الصباحة حيث مخيم الاعتصام المسلح وبين مركز مديرية بني مطر (متنة) اتخذوا منه مقر قيادة لهم والتحق العشرات أيضاً بمخيم الحوثيين في شارع المائة المدخل الجنوبي للعاصمة.
وقالت المصادر إن جماعة الحوثي نشرت أمس المئات من مسلحيها على مواقع في المدخل الجنوبي للعاصمة.
وأضافت المصادر أن الجماعة استحدثت مواقع في التباب والجبال المطلة على (قاع القيضي، قرية المحاقرة، قرية عمد، قرية القران)، وأنها عززت تلك المواقع بأسلحة متوسطة بينها معدلات ومضادات طيران.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الجماعة يقومون حاليا بتسيير دوريات على سيارات وأخرى على دراجات نارية في المنطقة وتقوم تلك الدوريات بالتمشيط ومنع تجوال المسلحين. كما نشرت الجماعة مسلحين في محيط معسكر 48 ووزعت آخرين في منازل بحارة الوحدة المحاذية للمعسكر وحارات مجاورة له.
وذكرت مصادر محلية لـ”اليمن اليوم” أن المنطقة تشهد حالة توتر وأن الحملة الأمنية ترابط على بعد عدة أمتار من المسلحين.
وفي الأمانة قطع الحوثيون بمسيرات وصفت بالحاشدة، الطرقات لساعات في إطار ما يسمونه “العصيان المدني المزعج” وقال مندوب الصحيفة إن الحوثيين قطعوا شوارع الزبيري والزراعة والعدل والسايلة، وهي شوارع في قلب العاصمة.
وفي سياق التصعيد والتصعيد المضاد، رصدت الأجهزة الأمنية المخابراتية توافد عناصر من تنظيم القاعدة من المحافظات الجنوبية والشرقية إلى العاصمة صنعاء، كما رصدت دخول سيارات مفخخة قد تفجر الوضع إذا ما استهدفت أحد اعتصامات الحوثي.
وكشفت مصادر أمنية لـ”اليمن اليوم” عن رصد المخابرات وصول عشرات العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة إلى العاصمة، مشيرة إلى أن تقارير استخباراتية أكدت وقف التنظيم لكافة أنشطته في محافظة أبين ونقل مقاتليه إلى صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن وزارة الداخلية تلقت بلاغات، الثلاثاء، من مدراء أمن محافظات تنشط فيها القاعدة في الجنوب والشرق عن اختفاء عناصر القاعدة في تلك المحافظات بصورة مفاجئة.
وفي محافظة البيضاء، ذكرت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية رصدت، الثلاثاء، خروج 4 سيارات مفخخة تم تجهيزها في منطقة المناسح (قيفة)، وأن العشرات من عناصر التنظيم تجمعوا، مساء الثلاثاء، وسط مدينة رداع وتم نقلهم على متن شاحنات إلى جهة مجهولة.
ورجحت المصادر بأن مقاتلي التنظيم والسيارات المفخخة يتوجهون إلى صنعاء لتعزيز تواجد مقاتلي التنظيم التي بدأت تنشط مع تصاعد احتجاجات الحوثيين المطالبة برحيل الحكومة وإلغاء الجرعة.
وتزايد نشاط القاعدة في صنعاء منذ مطلع الأسبوع الجاري حيث رصدت الأجهزة الأمنية دخول 4 سيارات مفخخة قدمت من البيضاء وشبوة أعقبها مذكرة سعودية بوجود سيارات مفخخة في صنعاء تستعد عناصر التنظيم لاستخدامها في شن هجمات إرهابية تستهدف مقرات حكومية ومنشآت وسفارات أجنبية.
البلاغ السعودي جاء في أعقاب اعتقال الداخلية السعودية لأفراد خلية إرهابية تضم 88 شخصاً بينهم 3 يمنيين. وتبرز المخاوف في صنعاء من استغلال التنظيم للوضع القائم وتنفيذ مخطط داخل العاصمة، أو خوض مواجهات ضد الحوثيين.
(نبأ / عدن لايف)