السعودية / نبأ – خطوة جديدة تقوم بها الحكومة السعودية بدأتها يوم أمس حيث افتتح العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، مساء الجمعة، المرحلة الأولى من مشروع السياج الأمني الذي أقامته حكومة آل سعود على حدودها الشمالية بطول 900 كيلومتر، بهدف إحكام السيطرة على الحدود الشمالية ومنع أي مخاطر محتملة.
لتوضيح كبر حجم مشاريع كهذه نشير الى جزء من ما تريد الحكومة تنفيذه على الحدود الشمالية .
يتكون المشروع – بحسب وكالة الأنباء السعودية – من000 . 450 . 1 متر شبكة ألياف بصرية و50 راداراً بطول 900 كيلومتر ويضم المشروع 8 مراكز للقيادة والسيطرة و32 مركز استجابة على طول الحدود مجهزة بثلاث فرق للتدخل السريع و38 بوابة خلفية وأمامية مزودة بكاميرات مراقبة وعدد أبراج المراقبة والاتصالات بالمشروع 78 برجاً منها 38 برج اتصالات و50 كاميرا نهارية وليلية و40 برج مراقبة و85 منصة للمراقبة و10 عربات مراقبة واستطلاع.
ويبلغ عدد المتدربين في المشروع 3397 متدرباً، وعدد المدربين 60 مدرباً لاستدامة التشغيل.
كما يضم المشروع مركز التدريب بعرعر (أقصى شمال المملكة) لتدريب الضباط والأفراد على التشغيل العملياتي والفني، ويشتمل على معامل تشبيهية للأنظمة وميادين للتدريب العملياتي وورش للتدريب على الصيانة وكذلك مرافق إدارية وتعليمية وصحية وترفيهية.
كما تم إنشاء 4 مجمعات لقيادة القطاعات، تحتوي على جميع المرافق الإدارية والتعليمية والصحية والترفيهية بالإضافة إلى مبنى للاستخبارات وسجن.
وتم إنشاء 3 مجمعات سكنية وهي حفر الباطن ورفحاء وطريف وتشتمل 630 وحدة سكنية ومراكز تسوق ومساجد ومدارس ووحدات صحية ومحطات تحلية ومراكز رياضية وملاعب للأطفال.
كل هذه النشاطات والاعمال التي تقوم بها الحكومة السعودية ستكلف ميزانية الشعب الكثير الكثير. لكن هناك تسائل بعلامة استفهام كبيرة تطرأ على اي مراقب محايد و هو أن لماذا حكومة بهذه الامكانيات الواسعة و التمكن المالي و الموقع الجغرافي و السياسي بين محيطها الاقليمي اصبحت عاجزة و فاشلة أمام التحديات الامنية خلف الحدود؟
بالطبع أن كل البلدان في العالم تعمل على حماية امنها الداخلي و تحصينها عبر تحصين حدودها وهذا أمر يعمل به في كافة البلدان ولا غبارعليه لكن عندما دولة بحجم السعودية وموقعها في محيطها الاقليمي تقوم بتحصين حدودها بهذا الشكل والحجم وتعمل اسوار أمنية تحاكي اسوار الصين في القرون الماضية فذلك يبدر الى الذهن هشاشة وضعف الحكومة في ادارة ملفاتها الامنية و سياستها الخارجية حيال مجمل القضايا ما جعلت امن البلاد عرضة لكل حدث اقليمي ومتغيرات وانعكاساته السلبية.
أن امن البلاد خارجياً يرتبط مفصليًا بأمنها داخلياً ولم تنفصل عن بعضهما والحكومات لاترى بدًا من ملاحظة هذا الترابط والتنسيق بينه، لكن تبدوا هذه النظرة مفقودة بالكامل لدي القائمين على الحكم في السعودية ما جعلت البلاد دائما في حالة من الاستنفار الامني والتعرض الى مشاكل امنية عما محلية وإما من خلف الحدود.
أن السياسة التي انتهجتها ساسة السعودية ومشاركتها بمشاريع تدميرية في العقود الاخيرة انتجت اوضاع واحدثت متغيرات انعكست ارتداداتها الامنية الى ذات البلاد التي مولتها وساندتها بكل اشكال الدعم وجائت الان لتقيم اسوارًا لمنعها من التمدد واستهداف أمنها. هذا جانب ولكن الجانب الثاني هو صرف اموال من ميزانية الشعب لتصحيح هذه الاغلاط وفقدان الحكمة في اختيار سياسات تاتي بالخير الى البلاد.
إذن لا فخر في ما فخر به عبدالله ومن حوله بهذا المشروع الذي يبدوا ضخماً من حيث الحجم لكن في طياته يحمل ضعفًا وهشاشة وقلة حكمة القائمين على البلاد الذين ركزوا على سياساتهم الخارجية واهملوا مطلب المواطن والتركيز على اسعادة ليكون هو السور الامني الذي يقف بوجه التهديدات الامنية.
(نبأ / أحرار الحجاز)