لم يمر كلام محمد بن سلمان عن ملكية السعودية لجزيرتي تيران وصنافير المصريتين مرور الكرام، ولإن التزمت القاهرة الصمت حتى الآن، تولى المواطنون المصريون مهمة التصدي لادعاءات ولي ولي العهد السعودي.
تقرير رامي الخليل
وكأن ابن سلمان أخذ عهداً على نفسه ألا يترك للرياض صاحباً، من طهران إلى صنعاء، وجديده القاهرة، كل ذلك في مقابلة يتيمة أثار فيها غضب إخوان مصر ومواطنيها، ضارباً عرض الحائط مؤسساتها القضائية والتشريعية الضاربة في التاريخ.
على الرغم من مرور عدة ايام على مزاعم ابن سلمان بملكية السعودية لجزيرتي تيران وصنافير، لم تكلف الحكومة المصرية نفسها عناء الرد على تلك الادعاءات، وهو أمر زاد من مستوى غضب المصريين.
الإعلامي الموالي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأحد أهم أذرعه الإعلامية، يوسف الحسيني، شن حملة مركزة على ادعاءات ابن سلمان، فأكد أن تيران وصنافير مصريتان قبل وجود المملكة حتى، لافتاً إلى وجود ما يفوق الثلاثين خريطة موثقة تثبت ذلك.
وتساءل الحسيني كيف يمكن أن تكون الجزيرتين سعوديتين، والمملكة من مواليد العام 1932، لافتاً إلى وجود أكثر من معاهدة دولية بشأن ملكيتهما لمصر، بدءا من معاهدة لندن العام 1841، أي قبل 90 عاماً من وجود السعودية.
الرعونة التي تحدث بها ابن سلمان قابلها الحسيني بلهجة لا تخلو من التوبيخ، ولإن أشاد باحترام المصريين لمؤسساتهم السياسية والقضائية، انتقد كلام ابن سلمان الذي لم يستند على أي وثائق أو إثباتات.
الردود المصرية اتخذت طابعاً اكثر حدة، فتوجه الإعلامي خالد تليمة لابن سلمان في تدوينة عبر "فايسبوك" قائلا: "تيران وصنافير مصرية، غصب عنك، وعن اللي وعدك بيهم، وكله بالحب لحد دلوقتي". أما الوزير السابق لشؤون المجالس النيابية الدكتور محمد محسوب، فقال في تغريدة: "لا أفهم الإصرار على إثارة قضية تيران وصنافير الحساسة، بوقت تواجه فيه الأمة مخاطر تهدد بقاءها؟.. أمة تتوق لما يوحدها فيؤججون ما يشتت شملها".
صمتت القاهرة، وغاب صوت السيسي الذي ملأ معتقلاته بالمصريين الرافضين التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وعلى الرغم من المغريات التي تقدمها الرياض لبلد المئة مليون مواطنٍ يعاني من أسوأ الأزمات الاقتصادية، يؤكد المصريون أن من دفع دماً لتحرير كل شبر من أرضه، لن يُسلِّم تلك الأرض مقابل حفنة من الريالات السعودية.