ردت إيران على التصعيد السعودي الذي بدأه ولي ولي العهد محمد بن سلمان واستكمله الوزير ثامر السبهان، وإذ غلب على موقف طهران ضبط النفس، دعت الرياض لوقف السياسة التدميرية التي تنتهجها في المنطقة.
تقرير رامي الخليل
بكثير من الديبلوماسية الهادئة ردت طهران على تهديدات الحرب التي أطلقها محمد بن سلمان، ومن منطلق عدم مقابلة الشر بمثله، وجهت تحذيرها للرياض من مغبة الاستمرار بممارساتها الهدامة التي لن ينتج عنها سوى مزيد من التوتر في المنطقة.
وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان سار على خطى سيده المراهق، وفي تغريدة على موقع تويتر، وصف النظام الإيراني بالمارق الذي يمارس فنون الإرهاب، متوعداً إياه بردع من شأنه أن يُفشل خططه في المنطقة.. في محاكاة جديدة للتهديدات التي أطلقها ولي ولي العهد خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة، حين توعد إيران بالعمل على أن تكون المعركة على أراضيها.
هذا الاستعراض السياسي والتنطح العسكري السعودي قابلته طهران كعادتها بالنفس الطويل، فأكدت على لسان المتحدث بإسم خارجيتها بهرام قاسمي، أن تصريحات ابن سلمان ناجمة عن الفهم الخاطىء لأوضاع المنطقة الراهنة والتي لات تتناسب مع طرح هكذا أفكار هدامة، مؤكداً أن ما يهم الجمهورية الاسلامية هو التقارب بين الدول للخروج من الأزمات التي ولدتها الأفكار الإرهابية التي تغذيها الطائفية الوهابية في السعودية.
عن جهل مركَّب أو دراية يشوبها جنون العظمة وطيش المراهقين.. يرقص ابن سلمان العرضة على شفا هاوية تستعر فيها نيرانٌ أشد حماوة من تلك التي أوقدها في اليمن، وفيما هو يلهث باحثاً عن من ينجيه من أيدي حفاة اليمن، يبدو مستغرباً تلويحه العسكري ووعيده العدواني اتجاه إيران، وبانتظار ما ستتوقف عنده تسارع احداث المنطقة.. يبقى الرهان على صوابية وحكمة القيادة الإيرانية في تعاطيها مع مراهق سياسي بات يلهو بمقدرات السعوديين ومصيرهم.