نوايا أميركية لما بعد الموصل: احتلال ونفط إلى “إسرائيل”

بدأت تتشكل ملامح المشهد العراقي ما بعد تنظيم "داعش"، وفيما تؤكد بغداد انها لن تسمح ببقاء أي تواجد عسكري أميركي على الارض العراقية، طُرحت استفهامات حول حقيقة مخطط لمد انبوب نفطي من الموصل إلى إسرائيل..

تقرير رامي الخليل

لم يتأخر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في نفي المعلومات عن مباحثات بين بغداد وواشنطن تتمحور حول السماح بتواجد طويل الأمد لقوات أميركية على الارض العراقية، مفنداً بذلك ما نقلته وكالة "اسوشييتد برس" الاميركية، عن مسؤوليين عراقيين واميركيين اكدوا توافق الطرفين على أن بقاء القوات الأميركية يخدم مصلحة الدولتين.

وكان مسؤول عراقي أوضح أن القوات الأميركية ستتمركز في خمسة قواعد عراقية حول الموصل وعلى الحدود العراقية السورية، فيما ذكر المسؤول الأميركي أن عدد الجنود الذين سيبقون يساوي أو يفوق بقليل عدد الجنود المنتشرين حالياً، والذين يقدر عددهم بسبعة آلاف تقريباً.

معلومات الوكالة الأميركية تزامنت مع تقرير لصحيفة الـ"دايلي إكسبريس" البريطانية، كشفت فيه وجود مخطط لمد خط أنابيب نفطي من الموصل حتى مدينة حيفا الفلسطينية، مشيرة إلى أن وجود مسلحين لـ"داعش" غرب العراق يعرقل تنفيذ المخطط.

التقرير البريطاني أكد حاجة المسؤولين عن هذا المخطط لإبعاد "داعش" عن مدينة الرطبة غرباً، وذلك نظراً لحيوية المنطقة في إنشاء هذا الأنبوب، كما أنها منطقة استراتيجية مهمة لكونها تربط بين العاصمة العراقية بغداد والعاصمة الأردنية عمَّان.

الصحيفة أوضحت أن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة دفعت بالولايات المتحدة إلى إنزال قوات عسكرية أقصى غرب العراق، وعلى الرغم من أن واشنطن لم تؤكّد ذلك، أشار التقرير البريطاني إلى أن الولايات المتحدة أسندت مهمة حماية الخط الدولي الرابط بين بغداد وعمان لشركة أمنية أميركية.

صحت المعلومات عن مخطط الأنابيب أم أخطأت، الثابت هو أن تل أبيب هي الرابح الأول من المعارك الدائرة في المنطقة، وفي ظل الخرائط الأميركية الجديدة في سوريا والعراق، يبدو أن مستقبل الشرق الأوسط لن يكون خالياً من قوات أجنبية، أميركية كانت روسية أو حتى مرتزقةٍ بغطاء شركات أمنية، يتم الترويج لها على حساب جيوش دول المنطقة.