قصمت قرارات عبدربه منصور هادي ظهر تحالف العدوان على اليمن، وأخرجت سياسة الإمارات ما يسمى بـ"الشرعية" من مناطق تمركزها في عدن، قاطعة بذلك أشواطاً طويلة على طريق إقامة دولة جنوبية مستقلة..
تقرير رامي الخليل
رب ضارة نافعة، وما وحدته الأطماع بخيرات اليمن، فرقته المصالح واختلاف أجندات دول العدوان، وما التظاهرات التي شهدها جنوب اليمن.
وإطلاق ما سمي بإعلان عدن التاريخي إلا خير دليل على حجم اتساع الهوة بين السعودية والإمارات، وفي هذا يرى مراقبون أن اليمن بات على أبواب الخطوات الأخيرة لإعادة التقسيم إلى شمال وجنوب، إن لم يكن بين أكثر من سلطة في الشمال وأكثر من سلطة في الجنوب.
إعلان عدن التاريخي الذي جاء احتجاجاً على قرارات هادي، فوض محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية لجنوب اليمن تكون برئاسته، على أن تتولي القيادة تمثيل الجنوبيين أمام المجتمع الدولي، لتكون بذلك السلطة العليا في المحافظات الجنوبية بشكل رسمي.
مراقبون رأوا أنه في حال مضى ابناء الجنوب لتنفيذ بنود إعلان عدن التاريخي، فإن النتيجة ستكون الإطاحة بسلطة هادي في عدن (العاصمة المؤقتة)، بعدما أطاح بها انصار الله قبل عامين في صنعاء، ما يعني أن الإعلان سيكون مسمارا في نعش ما يسمى "الشرعية".
الإنقسام الإماراتي السعودي تجاوز حدود اليمن، إذ شهدت صفحات التواصل الاجتماعي معارك كلامية شرسة بين سياسيين ونخب سعودية وإماراتية قريبة من دوائر صنع القرار في الدولتين.
وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وصف في تغريدة على موقع تويتر التظاهرات في الجنوب على انها ردة فعل، متوقعاً أن ينتقل المشهد المتأزم إلى مستوى أعلى..
أما الأكاديمي السعودي عبد العزيز الزهراني فحذر من أن الدولة التي تؤيد بيان إعلان عدن التاريخي، ستكون منقلبة على ما سماه عاصفة الحزم، ما من شأنه أن يعقد المسألة اليمنية.
لا شك وأن الخاسر الأكبر من احتدام الخلاف بين الإمارات والسعودية سيكون اليمن، ومثل ما تسبب تقاطع أطماع هاتين الدولتين بقتل للبشر ودمار للحجر جعل من اليمن أرضاً للمجاعة والفقر، فإن تصاعد وتيرة خلافاتهما لن تحمل لأهل هذا البلد الفقير إلا المزيد من الخراب.