تكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية، مما يتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين السعودية ودول العالم، التي تتبوأ فرنسا موقعًا مميزًا فيها. هل ستنجح السعودية بكسب ود الرئيس الفرنسي الجديد؟
تقرير أيهم جعفر
يتبنى الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون الاستمرارية بالخط السياسي والديبلوماسي الذي التزمت به حكومات سلفه الرئيس هولاند المتعاقبة، ومع ذلك، يسعى ماكرون إلى إدخال بعض الإجراءات الجديدة من خلال دعمه بشدة للاتحاد الأوروبي والنزعة الدولية وتعهده بإنهاء الاتفاقات التي تخدم مصلحة قطر في فرنسا، حيث شدد ماكرون خلال حملته الانتخابية على مطالبه الكثيرة إزاء قطر والسعودية، في مجال السياسة الدولية، من أجل أن تكون هناك شفافية جديدة في ما يتعلق بالدور الذي تؤدّيانه في تمويل الارهاب، أو في الأعمال التي يمكنهما القيام بها اتجاه المجموعات الإرهابية، عدوة فرنسا، بحسب قول ماكرون، الذي اعتبر أن لفرنسا “عدواً واحداً” هو “داعش” والتنظيمات المتشددة الأخرى.
ووجه ماكرون أيضاً رسالة واضحة إلى السعودية مطالباً إياها بتحمل نفقات تكاليف الحرب على الإرهاب على غرار نظيره الأميركي دونالد ترامب، ملوّحاً بالتصدي لتمويل الإرهاب في العالم، في إشارة إلى دور الرياض في تغذية التطرف العالمي.
وعلى الرغم من اللهجة الشديدة لماكرون تجاه السعودية والإرهاب، إلا أنه لا يختلف ربما عن نظرائه السابقين الذين خضعوا بعد فوزهم بكرسي الرئاسة الفرنسية لصفقات الأسلحة التي تبرمها حكوماتهم مع السعودية، وكان آخرها صفقة نظام الدفاع المضاد للطائرات قصيرة المدى “مارك 3″، و39 زورقاً حربياً.
صبّت الرياض، التي خشيت تكرار القلق الذي شكله فوز ترامب وخسارة هيلاري كلينتون في الولايات المتحدة, جهودها لدعم المرشح الفرنسي الشاب، حيث كشفت معلومات عن لقاءات عدة جمعت السفير السعودي في فرنسا خالد بن محمد العنقري وماكرون، في وقت نقلت معلومات صحافية عن فيليب كلاوس مرشح “الحزب الاشتراكي” البلجيكي قوله إن الرياض قررت توفير 30 في المئة من تكاليف حملة ماكرون الانتخابية.