يبدو أن الأمم المتحدة تصرّ على سياسة غضّ البصر عما يجري في زنازين السجون السعودية، رغم الاحداثيات الملموسة، مختارة الخضوع لمال مملكة البترودولار والعمل على تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.
تقرير سناء ابراهيم
في وقت تحرّك السعودية آلياتها لشراء الذمم في منظمات تابعة للأمم المتحدة من أجل تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي الذي ينتقد ممارساتها القمعية في مجال حقوق الإنسان، داعية الوفود الدولية لتنفيذ زيارات رسمية إلى السجون لديها لتبث عددا من مزاعمها بتحسين الأوضاع والمعاملات الحسنة، إلا أن ما يسرّب عن المعتقلين السعوديين يثبت سوء المعاملة والظروف القاسية التي يرزح تحتها السجناء.
داخل سجن "الحائر" ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، تجوّل مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان محمد النسور، ليصف هذه الأماكن بالمرافق الممتازة، متناسياً أن ما شاهده ليس سوى اصلاحيات ومدارس لتخريج إرهابيين باعترافات وانتقادات المنظمات الحقوقية.
وبالتزامن مع الاطرءات الأممية لآلة القمع السعودية، بث عدد من السجناء مقاطع فيديو مسرّبة من داخل زنازين السجون، اشتكوا فيها من سوء المعاملة التي يتلقونها، فيما اعترض بعض على حرمانهم من استقبال ذويهم ومنعم من الزيارات.
السجناء أعلنوا عن معاناتهم خلف القبان، مشيرين إلى أنهم يعاملون معاملة الأسرى في بلادهم.
التعذيب والمعاناة التي يتعرّض لها السجناء لم تلتفت اليها الوفود الأممية التي جعلت من مركز المناصحة قبلة حجها لتشيد بالمملكة وجهودها عبر جملة من المزاعم والادعاءات، بيّنت مضامينها آثار المال السعودي على التقارير الأممية المشيدة بالسلطة السعودية، والصامة آذانها عن صوت المظلومين خلف القضبان، غير مكترثة بالنداءات الحقوقية الدولية لتحسين أوضاع السجون والمعتقلات والكف عن إصدار العقوبات الجائرة بحق المواطنين، بالتزامن مع ارتفاع معدل الإعدامات والموت داخل معتقلات المباحث خاصة.