الأزمة القديمة الجديدة بين قطر ودول الخليج تتوسع، ومصر تنضم الى حلف القطيعة من الدوحة، فيما لا يبدو أن ما بدأ بقرصنة وتحول إلى خلاف وهجمة سياسية، سينتهي قريبا.
ما بدأ بالحديث عن قرصنة إلكترونية، أمتد ليتحول إلى أزمة خليجية غير مسبوقة منذ أعوام. قطيعة خليجية لدولة قطر، على خلفية تصريحات قيل أنها مفبركة، تحولت إلى محاولة عزلة خليجية لها، وسط تضارب الأسباب عن الأسباب والدوافع.
وفيما يواصل الإعلام الخليجي وفي مقدمته السعودي والإماراتي الهجمة على الدوحة، أعربت الخارجية القطرية عن استغرابها من موقف بعض وسائل الإعلام والفضائيات التي واصلت نشر تصريحات كاذبة منسوبة لأمير البلاد رغم صدور بيان نفي.
وأضافت الخارجية القطرية متهجمة على حملة الإعلام الخليجي، أنه كان الأجدر التثبت من مدى صحة هذه الأخبار الكاذبة والتوقف عن ترويجها والتعليق عليها، الأمر الذي رأت أنه يثير أكثر من تساؤل حول دوافع وسائل الإعلام هذه ومراميها.
من جهته، رأى رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية صادق العماري أن الاختراق لم يكن مجرد قرصنة عادية، بل كان فعلا سياسيا تقف وراءه جهات استخباراتية.وأضاف أن ما يدعو للاستغراب هو جاهزية قناتي العربية وسكاي نيوز أبوظبي لبث الخبر واستضافة الضيوف والتقارير المصاحبة والفيديوهات المختلقة، وهو ما يعني أن هناك إعدادا مسبقا للتغطية.
بدوره أكد جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، أن قناة "العربية"، جهزت ترتيبات الهجوم على قطر، قبل ساعتين من اختراق وكالتها للإنباء.
وحول أسباب الهجمة السعودية الإماراتية على قطر، يرجح مراقبون أن سببها فشل الانقلاب الذي خطط له لانفصال الجنوب اليمني، وفضح فضائية "الجزيرة" لهذا المخطط، الأسبوع الماضي.
فيما اعتبر رئيس تحرير صحيفة "الرأي اليوم" عبد الباري عطوان، أن اللافت من أزمة العلاقات حصولها بعد حدثين مهمين:
الأول: عقد الرئيس الأمريكي اجتماعا اتسم بالتوتر مع الأمير القطري على هامش قمم الرياض، وما لقاه الأمير تميم من استقبال سعودي بارد خلالها.
والثاني: ظهور العديد من المقالات في صحف أمريكية وغربية، تتهم قطر بدعم الإرهاب، والتحريض على قتل الامريكان في العراق، واستخدام "الجزيرة" بفاعلية لتحويل الربيع العربي الى شتاء إسلامي متطرف.