نبأ نت – منير آل آدم، معتقل في سجن في محافظة الدمام، معوَّق وأصم لا يكاد يبصر، سيعدمه النظام السعودي، بعدما ثبتت المحكمة الجزائية المتخصصة بالإرهاب في الرياض، مؤخراً، الحكم الصادر عليه بالإعدام في عام 2016.
ورفعت المحكمة الحكم إلى المحكمة العليا للمصادقة عليه، والتي سترفعه بدورها إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ليصادق عليه لتنفيذه، تؤكد عائلة منير، في بيان أصدرته يوم الخميس 25 مايو/أيار 2017. وتضيف العائلة “لا يخفى على أحد بأن الحكم وبعد أكثر من عام من إصداره بأنه تمت المصادقة عليه من الاستئناف فأصبح الآن نهائياً”، مشيرة إلى أن تثبيت الحكم تزامن مع اجتياح العوامية.
تدعي السلطات الأمنية السعودية أن منير متهم بـ”الهجوم على الشرطة” خلال الحراك السلمي في محافظة القطيف في عام 2011، وأنه أرسل رسائل “تحريضية” آنذاك، بالرغم من أنه كان لا يملك ثمناً لشراء هاتف. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فإن منير أجبر على التوقيع على اعترافات بعد تعرضه للضرب الشديد من المحققين في السجن.
وتقول العائلة، في بيانها، إنه “بالرغم من مطالبتنا على إثبات الأدلة من قِبل المدعي ومن قِبل المحكمة ولكن دون جدوى وإضافة على كل ذلك، خاطبنا محكمة الاستئناف والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان الدولية لكن من دون جدوى”.
وتحمِّل العائلة الملك سلمان والمجتمع الدولي “المسؤولية كاملة عن إبننا ورفقائه، ونطالب إعادة المحاكمة في محكمة عادلة وتحضير الأدلة الملموسة وتكون تحت إشراف دولي وبحضور ممثلي الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية”. وتتسائل العائلة بالقول: “كيف يتم الحكم بحكم القصاص والإعدام دون من وجود اشتراط العدالة وأبرزها عدم وجود الأدلة وعدم السعي من قبل المحكمة إلى توفير الأدلة، بالرغم من مطالبتنا المتكررة لذلك وعدم السماح للمحامي للحضور جلسات التحقيق وجلسات المحاكمة، وتعرِّض إبننا للتعذيب الجسدي والنفسي، مما تسبب بفقدانه السمع الكامل في إحدى أذنيه، والجزئي في الأخرى”.
معاناة منير
أصيب مُنير في طفولته بصمم جزئي بسبب حادث تعرض له وأدى إلى كسر جمجمته، وأصابه بعمى وصمم جزئيين، ثم اعتقلته السلطات الأمنية وهو على هذه الحال، في الثامنة عشرة من عمره، في 24 مارس/آذار 2012 من مركز تجاري في بلدة العوامية في محافظة القطيف، وحكم عليه القضاء السعودي بالسجن لـ4 سنوات و9 أشهر، في سجن المباحث في محافظة الدمام، تعرض فيه لتعذيب وضرب شديدين، أجهز على سمعه في أذنه الأخرى.
تجاهلت السلطات تحذير الطبيب المتابع لحالة منير من عدم التعرض له بسوء. ما تعرض له منير من أصناف التعذيب يدل على وحشية النظام. تقول والدة منير، في حديث سابق إلى صحيفة “خبير” الإكترونية في عام 2016: “واجه مُنير أنواع التعذيب حتى فقد السمع من أذنه اليمنى وإحدى أظافر رجله وانتزعت منه اعترافات تحت الإكراه، حيث تم احتجازه في السجن الانفرادي لمدة 6 أشهر”. عندما زارته والدته للمرة الأولى في السجن، وجدته يعاني من ألم في رأسه وأذنه، “وكان جسده نحيلاً جداً”.
منير “الخلوق والحنون والشهم”، لدى كل من عرفه، “لا يرضى بالظلم وشخصيته قوية ومحبوب عند مجتمعه، وعند اعتقاله حزن عليه كل من عرفه”، بحسب والدته، فهو “تخلى عن دراسته بسبب الوضع المادي وعمل في شركة في الجبيل”.
وعن المحاكمة الظالمة لمنير، أكدت منظمة “ربريف” المعنية بحقوق الإنسان، في بيان بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إن “الاعتراف الوهمي هو الدليل الوحيد الذي استخدم ضده في المحاكمة، من دون أن يسمه له بلقاء محام”. وأكدت “ربريف” أنّ “72 في المئة من الذين يواجهون أحكامًا بالإعدام في السعودية لم يكن اعتقالهم بسبب جرائم عنف، وبالعادة يجبرون على الاعترافات”.
منير آل آدم، الذي سيعدمه النظام السعودي فجأة على الأرجح، مثلما حصل في القضايا المشابهة لقضية منير، هو دليل حي على سيظرة الظلم والوحشية وغياب القانون والمحاكمة العادلة عند النظام السعودي.