بيروت/ نبأ – هاجم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله السعودية والقمة الأخيرة في الرياض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أن السعودية أرادت من القمة التهويل على إيران ورشوة ترامب ليدفع تهمة الإرهاب عنها، مؤكداً أن السعودية فشلت في اليمن والعراق وسوريا و”هذا الفشل ينعكس على السعودية في الداخل”.
وقال السيد نصر الله، خلال مهرجان أقامه بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” الـ17، الخميس 25 مايو/أيار 2017، في البقاع شمال لبنان، إن “الكل كان ينتظر قمم الرياض وما سينتج عنها وما سيبنى عليها من مشاريع واليوم انتهت هذه القمم، أنا اليوم أريد أن أطمئن اللبنانيين أن كل المواقف التي صدرت في قمم الرياض لن يكون له أي انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني وذلك بفضل همة وتعقل اللبنانيين وتفاهمهم”.
واعتبر أن ما جرى في الرياض مؤخراً هو “احتفاء بالرئيس (الأميركي) دونالد ترامب فقط وتم جمع الرؤساء من عشرات الدول”، مردفاً بالقول: “بعد ذلك الجميع بإعلان الرياض وهو إعلان أميركي سعودي وأغلبية الدول لا علم لهم بالبيان ولا بالمضمون وهذا يشكل فضيحة بحد ذاته وهذا يشبه إعلان وزير الدفاع السعودي (محمد بن سلمان) قبل سنتين بإعلان التحالف للعدوان على اليمن والكثير من هذه الدول لا علم لها”.
وتابغ قائلاً: “ما جرى في الرياض هو تعظيم وتجليل لترامب وإبراز للموقع المركزي للسعودية في الخليج والعالم العربي والإسلامي، فالسعودي يقول للأميركي نحن نجمع الناس ونجلسهم للاستماع لك”. ولفت نصر الله النظر إلى أن “إحدى أهداف ما جرى (في الرياض) هو التهويل على إيران وحركات المقاومة “حزب الله” و”حماس”، وأن كل هذا العالم يتبنى الحرب عليكم وكل هذا بالطبع لا قيمة له”، مشيراً إلى أن إحدى الأهداف من قمة الرياض أيضاً هو “إقناع واشنطن أن تدخل هي بالمواجهة ضد إيران ومحور المقاومة”.
وسأل السيد نصر الله النظام السعودي: “هل تعظيم الرسول (ص) محرم بينما تعظيم ترامب حلال ومباح”، مذكراً بأن ترامب “من أهم الداعمين للعدو الإسرائيلي”، مضيفاً “السعودية فعلت كل ذلك لأن النظام السعودي يريد أن يحمي نفسه أمام العالم الذي لم يعد خافياً عليه أن الذي يقف خلف الجماعات التكفيرية هي المملكة السعودية وترامب نفسه سبق أن اعترف به”. وذكّر أن “داعش” تدرس في مدارسها الكتب الوهابية وكذلك “القاعدة” التي صنعتها السعودية”.
وأشار نصر الله إلى أن ترامب “بخطابه في قمة الرياض يشيد بالسعودية ويستدل بأنها تحارب الإرهاب عبر وضع مسؤول في “حزب الله” على لائحة الإرهاب”، معتبراً أنه “لا يوجد شيء جديد لنخاف منه، إسمنا مكتوب على لائحة الإرهاب منذ الثمانينات ونحن نعرف هذا الطريق منذ بداية عملنا فيه، وكل ما يجري اليوم هو تكرار لكل ما فعلوا عبر التاريخ”. وقال: “نحن اليوم ضمن محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى وأكثر عدداً وأقوى عدة وأشد عزماً وحركات المقاومة لا يخيفها بالموت أو القتل”.
وأكد نصر الله أن “العالم يعرف أن السعودية هي مركز دعم الفكر التكفيري في العالم وكل العالم يتألم من ذلك”، قال: “لذلك، السعودية بحاجة لتقديم رشوة للسيد الأميركي ليدفع التهمة عنها وهذا لن يجدي نفعاً”، مشيراً إلى أن السعودية “همها في هذه القمم هو إلصاق تهم الإرهاب بإيران وهذا ما قاله الملك سلمان في القمة”. وتساءل نصر الله قائلاً: “من دعم “القاعدة” و”داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية”، مذكراً يأن إيران “دعمت فصائل المقاومة لمقاومة العدو الإسرائيلي ودعمت الشعوب لمواجهة الجماعات التكفيرية التي تدعمها السعودية”.
وأشار نصر الله إلى أن “السعودية بحاجة إلى السيد الأميركي كي تحافظ على دورها في المنطقة لأنها فشلت في كل شيء من اليمن إلى العراق سوريا”، قائلاً: “داعش” سعودي بماله وفكره كما الآمال التي علقت عليه هي آمال سعودية ومع ذلك فشل”. ونبه إلى أن السعودية “فشلت في اليمن برغم كل الظروف الصعبة هناك”، مشدداً على أن “ما يجري في اليمن هو إرهاب دولة لأنه لم يوفر أي شي من معالم الحياة”، مؤكداً أن “هذا الفشل ينعكس على السعودية في الداخل”.
وقال نصر الله: “قالوا (السعوديين) لترامب ماذا تريد في فلسطين نحن سنقدم وفي كل القمم الثلاث لم يتكلم أحد عن فلسطين أو قضيتها أو إضراب الأسرى في سجون الاحتلال”، ناصحاً السعودية بأن “الحوار مع إيران هو الحل الوحيد لمصلحة المنطقة ولمصلحتكم أنتم وغير ذلك لن يؤدي إلى نتيجة”.
كما أكد أن “القوات العراقية تتجه إلى حسم المعركة في الموصل و”الحشد الشعبي” يتقدم وينتصر”، ذاكراً أن “في سورية المزيد من الهزائم لـ”داعش”، وفي عام 2018 لن يكون هناك شيء اسمه “داعش”.
وفي شأن ما يجري في البحرين، قال نصر الله إن اقتحام القوات البحرينية لبلدة الدراز ومنزل الشيخ عيسى قاسم هو “إحدى إفرازات قمة الرياض لأن هناك رئيس في أميركا لا يهمه إلا المال وترك ملك البحرين يفعل ما يريد وحصل الاعتداء على ساحة الفداء في الدراز”. وأكد أن “الطبيعي والمنطقي أن يطلق سراح سماحة الشيخ قاسم ان يعيش في منزله في الدراز بأمان، لأنه ضمان للبحرين”، محذراً من أن أي خيارات أخرى “خاسرة ويجب التحذير منها وعلى الجميع تحمل مسؤوليته على هذا الصعيد”.