ألمانيا/ نبأ – أعلنت أنغيلا ميركل أنها اقتنعت أخيراً أنه “لا يمكن لأوروبا بعد اليوم أن تعول على الآخرين”، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي مارست خلال الأيام الأخيرة ضغوطاً كبيرة لانتزاع مكاسب من حلفائها.
ونقلت صحيفة “بيلد” الألمانية عن ميركل قولها: “لقد ولى الزمن الذي كنا نتكل فيه بالكامل على الآخرين. هذا ما أدركته في الأيام الماضية. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نأخذ زمام أمورنا بأيدينا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة الألمانية قصدت بقولها إنها “أدركت كل هذا في الأيام الماضية” الاجتماع الأخير لمجموعة الدول السبع الكبار وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،
وأضافت ميركل للصحيفة أنه “يجب أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على علاقات صداقة مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد”، ولكنها أولت اهتماماً كبيراً لـ”العلاقة الجيدة” مع الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون.
وذكر موقع “روسيا اليوم” إن تصريحات ميركل تأتي بعد انتهاء اجتماع الدلو السبع الكبار، وقمة حلف “الناتو” في بروكسل التي تركزت فيها المناقشات على مطالب ترامب بزيادة الإنفاق العسكري من قبل الأعضاء في الحلف ، وإذعان الأعضاء للابتزازات الأميركية التي لم تخلُ كعادتها من ترهيب شركائها بالشبح الروسي.
وكانت وسائل إعلام قد ذكرت في وقت سابق أن ترامب انتقد الألمان ونعتهم بـ”الوضاعة” و”الرداءة” لأنهم يبيعون الولايات المتحدة كميات كبيرة جداً من السيارات والمركبات، وهدد بتقنيين استيرادها، فأثارت تصريحاته حفيظة قادة الاتحاد الأوروبي، بالرغم أن بعضهم حاول تبرير كلمات ترامب وتأويلها، وهذا ما أثار قلق بلدان الاتحاد الأوروبي لا سيما ألمانيا من أن يكون ترامب يلمح إلى إعادة النظر في قواعد منظمة التجارة العالمية.
وذكر الموقع نقلاً عن مصادر دبلوماسية إن ترامب أثار ارتباكاً وامتعاضاً في نفوس نظرائه بلهجته الفظة والبعيدة عن الأسلوب الدبلوماسي، عندما بدأ الحديث عن “ديون الحلفاء المترتبة” لأميركا، أثناء افتتاح نصب تذكاري لضحايا الإرهاب في مقر “الناتو”، إذ حذر من تكرار هجوم مانشستر في حال عدم وفاء أعضاء الناتو جميعهم بالتزاماتهم المالية.