يتبع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ازدواجية معايير واضحة في مقاربته للحرب على الإرهاب، انطلاٌقا من دعمه للسعودية الممول الأول للمجموعات الإرهابية في المنطقة.
تقرير عباس الزين
أظهرت رحلة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط أن السعودية البلد الرئيس في نشر الإرهاب، نجحت في التهرب وصرف الأنظار عن مسؤوليتها في هذا المجال، في وقتٍ منح الرئيس الأميركي السعودية بطاقة بيضاء وأطلق يدها في المنطقة، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
ولفت الكاتب في “واشنطن بوست” فريد زكريا، في مقال، النظر إلى أن السعوديين يحتلون من حيث العدد المرتبة الثانية بين المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي، فيما تبدو المملكة في تحالف ضمني مع “القاعدة” في اليمن.
واستذكر زكريا ما قاله الإمام السابق للمسجد الكبير في المملكة، في عام 2016، بأن داعش “استفاد من مبادئنا التي يمكن العثور عليها في كتبنا. نحن نتبع الفكر نفسه لكننا نطبقه على نحو أكثر دقة”.
وربط الكاتب تفجيرات مدينة مانشيستر البريطانية الأخيرة بما أسماه “الإسلام الأوروبي”، الذي بدأ يتحول الآن بفعل المال السعودي، موضحاً أن تقريراً استخباراتياً ألمانياً أظهر أن الجمعيات الخيرية المرتبطة بالحكومة السعودية تموّل المساجد والمدارس والأئمة بهدف نشر الإسلام المتطرف في أوروبا.
بدورها، قيمت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية زيارة ترامب إلى المنطقة، معتبرةً أن “الرئيس كشف عن جهل حقيقي بمشكلات المنطقة، عندما جعل من إيران عدواً”.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن ترامب “تخلى عن خطابه المعادي للإسلام، الذي شوه حملته الانتخابية عام 2016″، متسائلةً عما “إذا كان ترامب يفهم ما يقوله، أو أنه كان واعياً لتصريحاته قبل أيام من الانتخابات الإيرانية، التي انتخب فيها الإيرانيون رئيسا إصلاحياً، وهل يعتقد ترامب حقيقة أن إيران هي الداعمة للإرهاب لا تنظيم “داعش”؟ أم هل كان يرد على مطالب الأميركيين الأبدية بضرورة البحث عن عدو دولي ليبرر حقده على الاتفاق التاريخي الذي وقعه (الرئيس الأميركي السابق) باراك أوباما مع إيران، والرد على المخاوف الإسرائيلية والسعودية؟”.
وختمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها بالتشديد على أنه “لا يوجد هناك سبب يدعو للتصعيد مع إيران، وهناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى القلق والخوف من هذا التصعيد، إن ترامب لا يعرف ما الذي يفعله”.