بعد تعرضها لهجوم شرس من السعودية والإمارات لم تتجرأ على الرد عليه، تتبع قطر سياسة التذلل وتقديم التنازلات، بتسليمها معارض سعودي كعربون مصالحة بعد اعتذار علني قدمته قناة الجزيرة للملك السعودي.
تقرير شيرين شكر
أيام مضت على تصاعد حدة الهجوم السعودي الإماراتي ضد قطر بعد إظهار الأخيرة إشادة بإيران سرعان ما تراجعت عنها زاعمة اختراق موقعها.
الدوحة اختارت الإلتزام بالصمت كاستراتيجية تجاه العقوبات السعودية الإماراتية العلنية، التي تمثلت بحظر جميع مواقعها الإلكترونية في الرياض والامارت ووصفها بحاضنة الإرهاب والمحرضة لشق الصف الخليجي.
هذه الإستراتيجية لم يطل اتباعها فاستبدلتها قطر بسياسة تقديم تنازلات، حيث فاجأت الدوحة المجتمع الحقوقي بتسليمها الناشط السعودي محمد العتيبي لبلاده أثناء محاولته المغادرة للنرويج مع زوجته، بعد الموافقة بشكل استثنائي على منحه وثيقة سفر نرويجية وتأشيرة إنسانية تسمح له بطلب اللجوء السياسي فور وصوله للنرويج، في مسعى منها لإبداء حسن النية تجاه شقيقتها الغاضبة عليها .
عربون حسن النية الذي قدمته قطر لمصالحة السعودية هو خطوة كانت منظمة العفو الدولية قد حذرت من الإقدام عليها، من خلال بيان اصدرته في نهاية إبريل الماضي، وطالبت فيه السلطات القطرية "بعدم الانصياع لمطلب السعودية بإعادة الناشط العتيبي إلى بلاده، حيث سيكون عرضة لخطر السجن أو التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة".
وفي وقت أدانت فيه المنظمة على حسابها الرسمي على تويتر تسليم العتيبي، اعتبر عدد من الحقوقيين أن تسليمه يأتي نتيجة سريعة للضغط الخليجي الذي تعرضت له قطر خلال الفترة الماضية، وأن الدوحة أقدمت على هذه الخطوة من باب المصالحة مع الخليج، وتحديدا السعودية.
وكان محمد العتيبي قد لجأ إلى قطر بعد رفع قرار حظر السفر الذي كان مفروضا عليه بموجب حكم سابق في فبراير 2017. وبدأت محاكمته الحالية في 30 أكتوبر/ 2016، ووجهت إليه تهم الاساءة للمملكة .