بعد 32 شهراً على اعتقال الطفل مرتجى القريريص، وامتناع السلطات السعودية عن الإفراج عنه، تخوّفت "المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" على حياته بعد نقله إلى سجن المباحث سيء السمعة.
تقرير سناء إبراهيم
على الرغم من الانتقادات الدولية المتصاعدة للأحكام التعسفية في المملكة، تواصل سلطات الرياض استخدام سوط القضاء والترهيب في السجون لمواجهة المواطنين كباراً وصغاراً. وفي جديد خطواتها أقدمت السلطات على نقل الطفل المعتقل مرتجى القريريص من سجن الأطفال إلى سجن مباحث الدمام السيء السمعة، أمر ولّد الكثير من المخاوف على حياته.
المنظمة "الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" استنكرت الخطوة السلطوية بحق الطفل المعتقل، الذي كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحه مع قدوم شهر رمضان وفق وعود السلطات، إلا أن الأمر لم يحدث، حيث قامت السلطة بنقل أصغر معتقل سياسي إلى سجن المباحث المخصص لمن هم فوق الثامنة عشر عاماً، فضلاً عن السمعة السيئة للسجن الذي يتعرض فيه المعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة.
المنظمة وفي تقرير، أوضحت أن نقل الطفل مرتجى جاء بعد قرابة 32 شهراً قضاها في سجن "دار الملاحظة بالدمام"، من دون تهم أو محاكمة، بعد احتجازه تعسفياً منذ العشرين من سبتمبر 2014، خلال عبوره مع اسرته على جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، وكان عمره حينها 13 عاماً، الأمر الذي يجعله أصغر سجين سياسي في السعودية، بحسب المعلومات المتوفرة.
"الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" أشارت إلى مطالبة الأمم المتحدة بالإفراج الفوري عن مرتجى القريريص، فيما أوضح الفريق العامل المعني بالإعتقال التعسفي، أن السعودية تجاهلت الرد على البلاغ الذي أرسل لها بشأن حالة القريريص، ما يظهر سلوكا معيبا لايتفق مع إدعاءات السعودية التي تطلقها في المحافل الدولية من التزامها بالتعاون مع آليات الأمم المتحدة.
المنظمة بيّنت أن المعلومات التي استعرضها الفريق العامل، أظهرت أن مرتجى استجوب عدة مرات، من دون حضور محاميه أو وصي قانوني عليه، ثم وجهت لهم تهم عدة بينها المشاركة في المظاهرات السلمية، والمشاركة في تشييع شهداء الاحتجاجات، اضافة الى تعرضه للحبس الإنفرادي لمدة شهر، وتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة لإجباره على الاعتراف بالتهم. كما أوضح الفريق العامل أن ظروف احتجازه كانت غير لائقة وأدت إلى مشاكل صحية.
يشار إلى أن الطفل مرتجى، هو شقيق المعتقل رضا قريريص، ابن السادسة والعشرين ربيعاً من بلدة العوامية، والذي استشهد شقيقه بنيران قوات الأمن في البلدة عام 2011 أثناء تفريق تظاهرة سلمية.