يتزايد القترب بين عواصم خليجية عدة وطهران عماده متانة العلاقات التجارية وتحقيقاً لازدهار الاقتصادي ليتبين أن من تفرقهم السياسية والأمن تجمعهم المصالح المالية، مما شكل مادة اتهامات جاهزة تتبادلها قطر والإمارات في العلاقة مع إيران.
تقرير هبة العبدالله
تجمع دول الخليج العربي علاقات اقتصادية ومالية وتجارية متينة مع إيران، على الرغم من أنها أصبحت شماعة لتهجم دول مجلس التعاون الخليجي على بعضها البعض.
شهدت العلاقات الإماراتية الإيرانية تغييرات طفيفة خلال السنوات الثلاث الأخيرة إذ تسعى للإمارات إلى الحفاظ على التجارة التي تعود عليها بأرباح كبيرة مع إيران، في إطار علاقات اقتصادية متينة تخدم البلدين.
وفي ضوء ذلك، تسلّط وسائل الإعلام القطرية الضوء على الاستثمارات الإيرانية الضخمة في المشاريع الإنمائية في الإمارات، كما تسعى أبو ظبي بدورها إلى تطوير علاقات اقتصادية واسعة مع إيران، وتوظيفها لتحقيق الازدهار التجاري، حتى باتت الإمارات أبرز الشركاء التجاريين للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن أهم وجهات الصادرات والواردات الإيرانية.
تنقلب الصورة لدى الإعلام الإماراتي وتحضر الاتهامات نفسها عن العلاقة مع إيران، موجهة كتهمة إلى قطر. يزيدها غضباً إعلان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أنه سيوعز إلى أجهزته التنفيذية بالقيام بتعزيز العلاقات مع طهران، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
تنتقد وسائل الإعلام الإماراتية تميز العلاقات الإيرانية القطرية، والود الذي يجمع البلدين، على الرغم من الخلافات السياسية الكثيرة. وتعد خارجة عن سياق العلاقات التي تجمع غالبية عواصم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وطهران.
وتنوه مواقع إماراتية إلى متانة الشراكة الاقتصادية بين قطر وإيران، وتشير إلى أن حقل الغاز المشترك بينهما في مياه الخليج هو عامل إضافي يدفعهما للتقارب بهدف الحفاظ على مصالحهما في الحقل المشترك.
وتلفت المواقع والصحف الإماراتية الرسمية إلى أن قطر تحاول تطوير العلاقات الاقتصادية مع إيران على مختلف الصعد لجلب الاستثمارات الإيرانية، وتغيير وجهة المستثمرية الإيرانيين من الدول الخليجية الأخرى إلى الدوحة، وهذا يدفع للاعتقاد إلى الأزمة في العلاقة مع إيران ليست لجهة طهران تحديداً بل لجهة المكاسب التي تحققها العواصم الخليجية على حساب بعضها البعض.