أظهرت الوقائع الميدانية والتناقضات الإعلامية السعودية التي رافقت استشهاد الناشطين فاضل حمادة ومحمد الصويمل، أنهما تعرضا لعملية اغتيال نفذتها قوات أمن النظام السعودي.
تقرير رامي الخليل
بعد يوم من العملية الأمنية التي أودت بحياة الناشطَين فاضل حمادة ومحمد الصويمل بانفجار استهدف السيارة التي كانا يستقلانها في “شارع الثورة” في القطيف، أظهرت ملابسات التفجير الميدانية وما رافقها من تخبط وتناقض بين ما اورده بيان وزارة الداخلية وما بثته وسائل الإعلام السعودية، وقوف النظام خلف عملية الاغتيال.
مزاعم الداخلية بأن انفجار السيارة نجم عن النيران التي نشبت فيها اثر تعرضها لإطلاق نار من قبل القوات الامنية بعد الاشتباه فيها، فضلاً عن الادعاء بعدم معرفة هوية الشهيدين، أمر فندته وسائل إعلام النظام، إذ لم يكن قد مر قرابة 3 دقائق على الإغتيال ونشرت صحيفة “الوطن” خبراً كشفت فيه هوية الشهيدين، مما يشير إلى أن حمادة والصويمل كانا قيد المراقبة والرصد الدقيق، وان استهدافهما لم يكن عشواءً، خاصة وأنهما تعرضا لمحاولة اغتيال فاشلة في عام 2016.
التخبط بين الداخلية التي عزت الانفجار إلى اشتعال النيران في السيارة وبين وسائل الاعلام التي تحدثت عن انفجار ذخائر كانت على متنها وهي في طريقها إلى داخل العوامية، فتح الباب أمام فرضيات التفجير، وقد حصلت قناة “نبأ” الفضائية على معلومات تفيد بأن الشهيدين كانا في طريقهما إلى خارج العوامية لتأمين بعض الأدوية حين تم استهدافهما.
وأوضحت المعلومات أن الشهيد حمادة كان قد اشتبه قبل يومين بوجود خلل ما في أجهزة سيارته التي انفجرت لاحقاً، وقد وجدها مفتوحة بعدما كان قد أقفلها، كما وجد جهاز تحديد المواقع “جي بي أس” في الوضع النشط، علماً أنه كان قد عطله بيده، وإذ أفيد عن وجود سيارة لقوات أمن النظام على مقربة من مكان التفجير، فإن ذلك يوجه الانظار نحو فرضية تفجير تلك القوات لعبوة زُرِعت مسبقاً في سيارة الشهيد.
تطرح الوقائع الميدانية لتي خلفها الانفجار فرضية ثانية وتتمثل بإمكان تعرض السيارة المستهدفة لقذيفة صاروخية، إذ رأى محللون أن التدقيق في المشاهد يُظهر أنه تم استهداف السيارة من الخلف بشكل مباشر، وهو ما تبينه طبيعة الدمار والعصف الانفجاري الذي لحق بهذا الجانب، فضلاً عن المشاهد التي توثق وجود أكثر من سيارة أمنية خلف السيارة المستهدفة.