لم تتأخر إسرائيل في استغلال الأزمة القطرية الخليجية وتجييرها لخدمة مصالحها في المنطقة، وسط تحذيرات من خطورة الوضع على غزة.
تقرير رامي الخليل
شكل التمزق المفاجئ في العلاقات بين السعودية والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، فرصة ذهبية لكيان الاحتلال الاسرائيلي يسعى من خلالها لتغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط إلى صالحه، وهو أمر برز واضحاً في أول تعليق رسمي على الازمة، تكفل به وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، وتلاقى مع ما عبر عنه المحللون الاسرائيليون.
واعتبر ليبرمان أن قرار عدد من الدول العربية قطع علاقاتها مع قطر يمثل “فرصة ممتازة” لكيان الاحتلال لـ”التعاون مع تلك الدول” في سبيل ما سماه “مكافحة الارهاب”، لافتاً النظر إلى أن “الكرة في ذلك في ملعب الآخرين”.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست”، في تقرير، أن الازمة القطرية “تحمل انفراجات لإسرائيل”، خاصة وأنه من شأنها أن تضر بحركة “حماس”، وهي تمهد للتقارب بين إسرائيل من جهة والسعودية ودول الخليج الأخرى ومصر من جهة أخرى، ذلك فضلاً عن أن الأزمة تساهم في تعزيز مواقع كيان الاحتلال في المنطقة بشكل عام، ومواقع الحكومة الإسرائيلية الحالية بشكل خاص.
تلاقت هذه النتائج أيضاً مع ما ذهبت إليه صحيفة “معاريف”، والتي اعتبرت أن أولى مكاسب إسرائيل من الأزمة يتمثل بـ”محاصرة “حماس”، وأن ذلك “من بين مكاسب تقوية الروابط الاسرائيلية” مع ما سمته بـ”محور الاعتدال” الذي يضم مصر والسعودية والإمارات، في مواجهة قطر وإيران وحماس.
واعتبرت “معاريف” أن مستوى العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات ومصر والبحرين “سيختلف كثيراً عقب هذه الأزمة، وسيكون تتويجاً لمحاولات إنشاء اتصالات إقليمية في جميع أنحاء المنطقة لمعالجة التهديد الإيراني، خاصة وأنه في الماضي، كان ينظر إلى إسرائيل على أنها المشكلة الرئيسة في المنطقة”.
وحذر الامين العام لـ”المجلس النروجي للاجئين” يان ايغلاند من أن الأزمة القطرية قد تؤثر سلباً على إعادة اعمار قطاع غزة المحاصر، خاصة وأن الدوحة تعد أحد أكبر الجهات المانحة للقطاع الفقير الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، وقال إيغلاند: “كانت قطر مهمة للغاية كمستثمر في غزة، وكمساهم في تطور البنية التحتية هناك. انطباعي أن هذا قد لا يستمر بسهولة”.