في وقت تجهد الكويت لرأب الصدع الخليجي الخليجي والتوصل إلى حل للخلاف الإماراتي السعوي مع قطر، أشار متابعون إلى أن الموقف الكويتي ينبع من تخوّف الأخيرة على مستقبلها الذي يمكن أن يلقى المصير القطري نفسه.
تقرير: سناء ابراهيم
في ظل بلوغ الأزمة السعودية الإماراتية مع قطر ذروتها بفعل قطع العلاقات الدبلوماسية، وتسعير نار الخلاف الخليجي الخليجي المهدد لوحدة مجلس التعاون، يتصدّر الموقف الكويتي واجهة الوساطات، برحلات مكوكية ينفذها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح للتخفيف من حدة الأزمة بين الجانبين، إثر تعنّت الرياض وأبو ظبي في موقفهما المسعّر للهجوم ضد الدوحة.
ومع تداخل المواقف الساعية إلى لبس عباءة المصالحات لرأب الصدع والحد من توسع رقعة الخلاف الخليجي، يجهد أمير الكويتي لاحتواء الأزمة والمحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي ولو بشكل أسمي، بفعل غياب الدور الفاعل للمجلس مع اختلاف الآراء بداخله، غير أن الكويت تتخوّف على مصيرها الذي يمكن أن يكون نظير قطر اذ ما تمسّك محور أبو ظبي الرياض، بالموقف الساعي للانقضاض على الدوحة وتضييق الخناق عليها من كافة الميادين.
مراقبون أشاروا إلى أن الكويت تتخوّف من فقدان مجلس التعاون الخليجي لدوره الحقيقي، وحصر قيادته بين عاصمتين فقط، وبالتالي فإنّ الكويت ستكون القادمة في سلسلة الإخضاع بعد قطر، وهو أمر قد يهدّد وجودها، بسبب ظروفها السياسية والجغرافية، وشريطها الحدودي البري البحري، مع العراق وإيران.
وبيّن متابعون أن الاستراتيجية الكويتية تسعى للمحافظة على المنظومة الخليجية، خاصة أن الكويت تدرك أنّ هناك قواسم مشتركة بينها وبين قطر ولن تنجر الى قطع العلاقات مع قطر وأي دولة أخرى، مشيرين إلى أن الكويت تعلم أنّ الضغط على دولة صغيرة في منظومة مجلس التعاون ليس في مصلحة دولة صغيرة أخرى مثلها، تشترك مع قطر في معطيات سياسية وجغرافية متشابهة، إلا أن الأنظار تتجه إلى امكانية نجاح الوساطة الكويتية والإبقاء على وحدة الصف.