انضمت المملكة الأردنية بخجل إلى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بهدف عزل قطر، إذ لم تطلب من المواطنين القطريين مغادرة البلاد، كما لم يُلغِ الديوان الملكي رحلاته إلى الدوحة. فهل لعمَّان حسابات مستقبلية مغايرة عن السعوديين والإماراتيين؟
تقرير بتول عبدون
انضمت المملكة الأردنية إلى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بهدف عزل قطر مؤخراً، إلا أنّ الموقف الأردني بدا أضعف بكثير من حلفائه.
خفّضت عمان العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وألغت تصاريح بث قناة “الجزيرة” القطرية، إلا أن شيئاً لم يتغير تقريباً، بحسب موقع “ميديل إيست أي” البريطاني، إذ لم تطلب عمَّان من قطري واحد مغادرة الأردن. وعلى النقيض من شركات الطيران السعودية والإماراتية، لم يُلغِ الديوان الملكي رحلاته إلى الدوحة.
وعلى الرغم من الاستجابة الفاترة للدعوة السعودية والإماراتية بقطع العلاقات مع الدوحة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للحكومة الأردنية من أجل التراجع عن قرار خفض التمثيل الدبلوماسسي الذي وصفوه بـ”الكارثي والخاطئ بحق بلد عربي وبحق المغتربين الأردنيين” في قطر.
في ضوء ذلك، يرى مراقبون أنّ الأردن يطبق سياسة خارجية تعكس هدف تعظيم أمن النظام من خلال الحصول على المساعدات الاقتصادية والحماية العسكرية من القوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة، من خلال استغلال قدرتها على المساعدة في تحقيق مصالحها الاستراتيجية.
وأشار موقع “ميديل إيست أي” البريطاني إلى أنّ “اعتماد الأردن سياسة الأرض المحروقة السعودية ضد قطر، يبدو في سياق السياسة السابقة خصوصاً منذ بدأ عهد ترامب، إذ انضمت عمَّان مع الرياض في تحالف الدول العربية السُني، مؤيدة بذلك بـ”الناتو” العربي الإسرائيلي ضد إيران وحركات المقاومة”.
ويشير الموقع إلى الجانب الاقتصادي في ذلك، بأنّ الأردن تلقى في الفترة بين عامي 2012 و2016، 5 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية من دول مجلس التعاون الخليجي، معظمها من المملكة السعودية والكويت والإمارات.
وعلى الرغم من ذلك، رأى الموقع البريطاني أنّ الأردن الآن، “لا يثق بالمحور الأميركي السعودي، ويفضل دعم قطر على الرغم من المشاكل التاريخية التي تجمع البلدين، بدءاً من طرد الأردن قادة “حماس” الذي أثار غضب قطر، والحكم بالإعدام على الصحافي الأردني فراس المجالي، المنتمي إلى قبيلة مقربة من العائلة الاردنية الحاكمة بتهمة التجسس، إلى حجب قطر جزءاً من حزمة المساعدات الخليجية عن الأردن وتهديدها السابق بترحيل ما يقرب من 40 ألف أردني يعملون لديها.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن الوعود التي قطعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل السفارة الأميركية إلى القدس أثارت مخاوف الأردن من إثارة غضب مواطنيه ذوي الأغلبية الفلسطينية، كما أن ميزانية ترامب المقترحة لعام 2018 تتضمن خفضاً محتملاً بنسبة 20 في المئة في المساعدات الاقتصادية السنوية المقدمة لعمَّان، والمساعدات الخليجية، من جهة أخرى، لم يتم تجديدها والتي تبلغ 5 مليارات دولار.