فشلت وساطة الكويت لإيجاد حل للأزمة الخليجية، فيما آثر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عدم مغادرة البلاد، قاطعاً الطريق أمام أي محاولة انقلاب.
تقرير رامي الخليل
لم تنجح مساعي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المكوكية في وضع حد للأزمة التي تعصف بالدول الخليجية والعربية، وفيما ترافقت خيبة الأمل الكويتية برفض تميم تلبية دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة البيت الأبيض، تابعت دول الخليج خطواتها التصعيدية، على وقع ارتفاع مستوى التوتر العسكري.
ورأى الكاتب والصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان أن قرار تميم بعدم مغادرة الدوحة “كان خياراً صائباً، خاصة وأن تاريخ قطر يعمر بالانقلابات التي وجدت سبيلها إلى التحقق أثناء وجود أمراء البلاد في الخارج”.
وأوضح عطوان أن تميم رفض زيارة واشنطن لأنه يريد أن يكون في بلاده لمواجهة أي طارىء، ولأنه يدرك جيداً أنه إذا غادر بلاده ربما لا يعود إليها، وذلك استيعاباً لدروس جده الشيخ خليفة بن حمد الذي أطاح به ابنه الشيخ حمد بن خليفة (والد تميم)، وذلك أثناء زيارة له للقاهرة في عام 1995، أو كما حصل مع ابن عم جده الشيخ حمد بن علي، أول أمير لقطر منذ استقلالها العام في عام 1971، والذي غادر الدوحة في زيارة رسمية إلى طهران، ولكنه لم يعد إلى بلده.
يأتي توجُّس أمير قطر في وقت سلكت الأحداث فيه منحىً دراماتيكياً، خاصة وأن الأزمة خرجت من نطاقها الخليجي إلى الإقليمي، وذلك مع قرار تركيا نشر جنود لها في قطر.
ورأى مراقبون أن التحرك التركي الذي تبعه دخول أميركي على خط الأزمة، ربما يدفع بالأمور نحو المواجهة العسكرية، وفي هذا تفيد المؤشرات بأن التدخل العسكري لتغيير النظام في قطر جرى الاتفاق عليه مسبقاً، وتم وضع خططه منذ فترة طويلة، فيما يرى آخرون أن الغارات الجوية باتت جاهزة، وتنتظر إشارة الانطلاق.