تاريخ طويل من الخلافات الخليجية القطرية في المنطقة ختم بأزمة غير مسبوقة اندلعت في وقت تتمزق فيه المنطقة بالحروب، إلا أن الضغوط التي تمارسها السعودية على قطر وإن أفرزت ما تريد، لا يعني أن المملكة ستكسب المعركة.
تقرير هبة العبدالله
حرب سياسية واقتصادية واجتماعية تخوضها المملكة السعودية بالتعاون مع حلفائها ضد قطر، تضمنت قطع العلاقات الديبلوماسية وفرض حصار بري وبحري وجوي عليها.
يبدو هدف الرياض معلنا بإخضاع الدوحة وإجبارها على الرضوخ للسياسة السعودية، لكن يمكن لهذه الأزمة وبطرق عدة أن تتسبب في الإضرار بمصالح المصدر الأكبر للنفط في العالم، حتى لو فازت الرياض في معركتها.
يقول أحد كبار الزملاء في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن أكثر ما يثير القلق هو أن السعوديين والإماراتيين يكررون نفس الأخطاء التي ارتكبوها عندما اتخذوا قرار الحرب في اليمن، ويتحدث الباحث هنا عن غياب استراتيجية سياسية واضحة والاستناد إلى افتراضات خاطئة.
ففي حين اتخذت دول الخليج العربية خطوات عدة لمواجهة الدوحة، عجلت تركيا بتطبيق خطط سابقة لإرسال بعض القوات إلى قطر، وعرضت إيران طرق نقل بديلة وإمدادات من السلع الأساسية التي لم يعد من الممكن استيرادها من السعودية، وهو ما يقلل من فرص المملكة في تحقيق نصر سريع، بحسب وكالة بلومبيرغ.
وفي هذا الإطار يلفت سانام فاكيل، من برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاثام هاوس في لندن، إلى أن قطر ستكون متحمسة للمقاومة في ظل التصور القائم عن أن ما تسعى إليه السعودية هو تغيير النظام.
ويؤكد فاكيل أن استسلام قطر لمطالب السعودية يمثل تحديا لسيادتها، وبالتالي لشرعية الأسرة الحاكمة. ويؤكد أنه من الصعب التصديق أن الدوحة سترضخ بسهولة، خاصة مع تمسك الدوحة بالتحدي مع نهاية أسبوع كامل من المواجهة الصعبة.
وبرأي «ثيودور كاراسيك»، وهو مستشار كبير في شركة «غالف ستيت أناليتكس» أنه بإمكان قطر لو أرادت أن تقاتل السعودية، أن تهدد بالانسحاب من دول مجلس التعاون الخليجي، بما من شأنه أن يضرب الجهود السعودية نحو توثيق الاتحاد.