دخلت روسيا متأخرة على خط الأزمة الخليجية، لكن من بوابة سوريا وايجاد حل للأزمة ومكافحة الإرهاب، في اتصال هاتفي أجراه الرئيس بوتين مع الملك سلمان، ما يشي بأنّ منظور موسكو للخلاف الخليجي هو سوريا.
تقرير محمود البدري
على خط الأزمة الخليجية مع قطر، دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسلاسة الديبلوماسية والدعوة للحل الخلافات، إلا أنّه مرر في اتصاله الهاتفي مع الملك سلمان، رسالة واضحة للسعوديين، من خلال ربطه الأزمة القطرية بالسورية.
الرئيس الروسي، اعتبر أن التوتر الحاصل، لا يسهم في ايجاد تسوية للأزمة في سوريا وفي محاربة الارهاب، في إشارة إلى دور كل من قطر والسعودية في تغذية الجماعات المسلحة، التي ترى روسيا أن لها دور في الحل السياسي للأزمة، على الرغم من الدور العسكري الذي تمارسه.
كلام بوتين جاء بخلاف التفاؤل الذي بدا على المستوى السوري إلى ما آلت اليه الأمور في الخليج. نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد شدد على أن واقع الميدان في ضوء الأزمة الخليجية يصب في مصلحة الدولة السورية وحلفائها. وفي كلام لصحيفة الوطن المحلية، أكد أن اصابع الاتهام، ومنذ بدء الازمة، كانت تشير إلى بعض الدول في دعمها وتمويلها للإرهاب، مضيفاً أن قطر والسعودية متورطتان إلى فوق الآذان.
محللون اعتبروا ان انقسام المحور الخليجي المعادي، وتفاقم الأزمة لا سيما بين الرياض والدوحة، وضع دمشق على طريق الإنفراج.
مركز الأبحاث الإسرائيلي المقرب من دوائر صنع القرار في تل أبيب "يروشليم لدراسة الجمهور والدولة"، توقع حدوث تحولات جذرية على موقف السعودية من الصراع الدائر في سوريا بسبب صراعها مع قطر. وتنبأ أن تتجه المملكة لتأييد تقسيم سوريا حلا للصراع القائم، من أجل الإضرار بالمصالح التركية التي انحازت إلى جانب قطر منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة الخليجية.
اتجاه الرياض لخيار التقسيم ليس بعيداً في هذه المرحلة مع تعثر الخيارات الأخرى، في ضوء الدعم الأميركي المتزايد للأكراد شمال سوريا، واتجاه الإمارات إلى دعم الأكراد في العراق وحثهم على الإنفصال، في سبيل إزعاج تركيا وإيران.