امتدت الضغوط السعودية لجذب حلفاء لمقاطعة قطر إلى خارج القارة الآسيوية، ووصلت إلى القارة السمراء، حيث لوّحت الرياض بعصا وقف المساعدات للدول الفقيرة وحرمان مواطني تلك الدول من أداء فريضة الحج، في حال عدم الإنجرار للصف المؤيد لها ضد الدوحة، فانقسمت الدول بين من رضخ ومن اختار الحياد.
تقرير: سناء إبراهيم
على سكة التصعيد الدبلوماسي وضعت الرياض العلاقات مع الدوحة، وانطلقت لجذب المواقف المؤيدة لها والداعمة موقفها لمواجهة قطر والإطباق بالحصار عليه؛ اذ أنها لم تكتفِ بدول الجوار العربية كمؤيد وداعم ومطبّق لأوامرها بهدف ارضائها، بل وسّعت دائرة تحشيدها إلى دول في القارة الأفريقية وغيرها، متلقية دعم البعض فيما اختار دول عدة الوقوف على الحياد وبشكل حذر على الرغم من الضغوط السعودية الممارسة بفعل الأموال.
تمسك السعودية بعصا المال لترهيب الدول في القارة الأفريقية من أجل قطع الدعم الاقتصادي عنها المتمثل في بناء الأماكن الدينية والمساجد وما يسمى المؤسسات الخيرية للضغط على رؤوسائها لجلب تأييدهم ضد قطر، حيث شغلت المملكة ماكينتها الدبلوماسية وممثلي سفاراتها للاستحصال على موقف يدعم موقف السعودية في إطباق الحصار على الدوحة.
صحيفة "لوموند" الفرنسية أشارت الى أن بعد حصول السعودية والإمارات على تأييد البحرين واليمن ومصر في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار بريّ وجويّ عليها، اتجهت إلى القارة السمراء خاصة الدول ذات الأغلبية المسلمة، وهددتها بإيقاف المساعدات المالية عن الجمعيات الخيرية في حال عدم الانضمام الى خط المقاطعة، كما هددت وبشكل مبطّن بالتضييق على مواطني تلك الدول، عبر العراقيل التي ستُواجههم عند طلب الحصول على التأشيرة لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة.
وسيلتا الضغط أتت أُكلها منذ الاتصالات الأولى، وفق "لوموند"، خاصةً في الدول التي تعيش أوضاعاً اقتصادية وسياسية صعبة، أما الدول الأخرى التي لا تجمعها علاقات طيبة مع قطر منذ البداية، على غرار موريتانيا، فلم تتردد في اتباع نهج السعودية.
بالمقابل، ورغم أن عدة بلدان إفريقية تضم أغلبية من المسلمين فإنها فضلت التزام الحياد؛ نظراً للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية القوية التي تجمعها بقطر والسعودية على حد سواء، اذ دعت بلدان المغرب العربي، إلى جلوس الدول المتنازعة على طاولة الحوار، في وقت تظل نيجيريا حالة متميزة على الرغم من العلاقات التي تجمعها بقطر والسعودية على حد سواء، إلا أن قادتها يرفضون الرضوخ لأي ضغوط خارجية.