محللون غربيون: السعودية وإسرائيل يداً بيد لمحاولة عرقلة «الإتفاق النووي الإيراني»

السعودية / نبأ – نشر الصحفي البريطاني روبرت فيسك مقالاً فى صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم (السبت) حول الموقف السعودي من الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً في الكونجرس الأمريكي، محذراً فيه من صعود النفوذ الإيراني فى المنطقة وواصفاً إياها بالتهديد العالمي. 

وأشار فيسك وهو المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط للصحيفة في مقاله إلى ما صرح به فيصل عباس رئيس تحرير قناة "العربية" السعودية التي تبث باللغة الإنجليزية، حيث قام الأخير بالاتفاق مع ما قاله "نتنياهو" عن إيران، معتبرا أن هذا الرأي جاء بمباركة العائلة الملكية فى السعودية. 

ويرى فيسك أن إيران تعيش حلمها الذهبي، فجزء من حرسها الثوري يتواجد داخل الأراضي العراقية يقاتل إلى جانب قواتها الحكومية حول مدينة تكريت ومناطق أخرى لطرد مليشيات التنظيم الإرهابي المسلح "داعش"، وجزء آخر من قواتها يتواجد داخل الأراضي السورية مقاتلا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً أمام مليشيات التنظيمات الإسلامية إلى جانب "داعش". 

وفي هذا السياق، رأت صحيفة "نيويورك بوست" أيضاً أنّ خطاب نتنياهو لقي دعم ضمني من السعودية، مشيرةً إلى أنّ إيران كقوة إقليمية منافسة، تعتبرها المملكة ربما أكثر خطراً من إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب الصحفي أحمد الفرج في صحيفة "الجزيرة" السعودية يوم الاثنين الماضي، أي قبل يوم من الخطاب قوله: “من يصدق أن نتنياهو اليوم يتخذ موقفًا أفضل من أوباما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني؟“.

وذكرت الصحيفة أنّ السعودية -مثلها مثل إسرائيل- منذ فترة طويلة تعتبر إيران كقوة توسعية تسعى للهيمنة على المنطقة من خلال وكلاء محليين، بما في ذلك حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة في لبنان وفي قطاع غزة والميليشيات الشيعية في العراق، بحسب تعبيرها. 

ورأت الصحيفة أنّ السعودية وإيران تخوضان حربًا بالوكالة في سوريا، على حد تعبيرها، حيث تقوم المملكة بتسليح ما أسمتهم بالثوار الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران.

ولفتت الصحيفة إلى مقال نشر في صحيفة الشرق الأوسط، المملوكة لعائلة الملك سلمان، كتب عبد الرحمن الراشد موضوعًا بعنوان “بصمات إيران في كل مكان“، جاء فيه: “إن إيران حاليًا في حالة عدوان لم نر مثلها في التاريخ الحديث“.

وإعتبرت "نيويورك بوست" أن حجة نتنياهو بأنه “عندما يتعلق الأمر بإيران وداعش، فإن عدو عدوك هو عدوك” تلقى صدى في الرياض، حيث تشعر العائلة المالكة بالقلق إزاء احتمال التقارب الأمريكي الإيراني، مشيرةً إلى أنه وعلى الرغم من التقاء المصالح، لا يزال السعوديون ينظرون إلى إسرائيل كدولة محتلة غير شرعية للأراضي العربية والإسلامية؛ لذا فإن أي نوع من التحالف المفتوح هو أمر غير وارد، بحسب زعم الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى مقال في صحيفة المدينة المنورة، سخر فيه الكاتب من إصرار نتنياهو على أنه قد سافر إلى واشنطن حرصًا منه على أمن (إسرائيل) وليس لدعم موقفه قبل الانتخابات المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقالت الافتتاحية إنه من المفارقة أن يتحدث عن حاجة (إسرائيل) للأمن على الرغم من “مئات المجازر (الإسرائيلية) ضد الفلسطينيين والعرب على مدى أكثر من ستة عقود“.

بينما ذهبت افتتاحية صحيفة الشرق إلى أبعد من ذلك، حيث أشارت إلى أن نتنياهو يريد إفشال الصفقة النووية، من أجل السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، والتي لن تكون موجهة نحو (إسرائيل)، ولكن تجاه العرب، حتى يمكن لإيران تحقيق ما لم تستطعه (إسرائيل). ولكن، الافتتاحية أكدت أن قوله بأن طهران تتوسع كان “صحيحًا“.

وكتب الكاتب السعودي، داود الشريان، في صحيفة الحياة أنه إذا كانت (إسرائيل) قلقة جدًا من حصول إيران على أسلحة نووية، “فلماذا لم يوقفوها بالقوة كما يفعلون دائما؟“.

ولم يكن مستغربا قول رئيس تحرير الموقع الإنجليزي لقناة “العربية “السعودية، فيصل عباس، إنه على الرغم من أنه نادرا للغاية أن يتفق أي شخص عاقل مع أي شيء يقوله أو يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي فإنه يتعين الإقرار بأن “بيبي” نتانياهو كان محقا على الأقل فيما يتعلق بالتعامل مع إيران.”