بينما تحاول حكومات عربية التعايش مع العدو الإسرائيلي وتسارع خطوات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، أعاد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله المواجهة مع كيان الاحتلال هدفاً أكيدا أولاً لحركات المقاومة العربية والإسلامية.
تقرير هبة العبدالله
تقلب الموازين عندما يتحدث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتقلب بشدة حين يتحدث بمناسبة يوم القدس العالمي والمسؤولون في إسرائيل ومسؤولون عرباً أيضا يعرفون أنهم سيتلقون رسائل قاسية من خطاب الأمين العام، الذي يضع كما في كل مرة فلسطين على رأس الأولويات ويؤكد تحديد البوصلة تجاه القدس المحتلة في زمن الانهيار العربي.
تلقت تل أبيب تحذيراً شديداً من نصر الله بأن أي حرب تشنها على لبنان أو قطاع غزة أو سوريا ستوسع القتال الذي يقول نصرالله إنه “لن يبقى لبنانيا إسرائيليا أو سوريا إسرائيليا بل قد يفتح الأجواء لعشرات الآلاف أو مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالمين العربي والإسلامي”، ما يعني توسيع دائرة المواجهة مع إسرائيل لتشمل مشاركة عربية وإسلامية أكبر.
يعيد نصرالله تكريس الثوابت العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وهو ما يعيق مشاريع عربية إسرائيلية مشتركة تبحث عن تسويات تسقط القضية الفلسطينية في أفخاخ التخاذل والخسارة. يتلقى الإسرائيليون بقلق تهديدات نصرالله بعدما كانوا يطلقون بتعال تهديداتهم للبنان وسوريا وغزة وهذا جزء من الصورة المقلوبة أيضاً ضمن المعادلات التي فرضتها حركات المقاومة، التي بدت إلى جانب إمكاناتها العسكرية الضخمة متماسكة وأكثر قدرة على الصمود والتأقلم مع المتغيرات في المعادلات الجديدة.
ترتعد إسرائيل وقبل الخطاب الأخير لنصر الله تعيد حسابات الحرب وشكلها وتكالفيها وجغرافيتها وهي حسابات دقيقة ترعبها وما عادت تريحها. تشير القناة الإسرائيلية الثانية مستفَزة للنشاط الإعلامي لـ”حزب الله” عند الشريط الجنوبي. تزعجها لافتات زرعت مؤخراً تحمل صورة المسجد الأقصى وعبارة “قادمون” بالعربية والعبرية.
وفي الشق العسكري من الحرب، تنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنزال غادي آيزنكوت قوله إن “حزب الله” هو التهديد المركزي الأول لإسرائيل وهو ما سبق واعترفت به الأخيرة في تقديرها الاستراتيجي الصادر بداية عام 2017.
يسرد الجنرال الإسرائيلي للصحيفة العبرية ما في حوزة المخابرات الإسرائيلية من معلومات جديدة عن القدرة القتالية لـ”حزب الله” وتعاظم ترسانته العسكرية، ما يفرض مساراً قتالياً ومواجهة تجعل الخطوات العربية التطبيعية مع الاحتلال غير ذي جدوى.