قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن اعماد تركيا يتزايد على الأعمال التجارية مع دول الخليج العربية، وخاصة في ضوء تدهور علاقات أنقرة مع حلفائها الأوروبيين، هو السبب الرئيس الذي يجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل للتوسط في النزاع الذي زعزع استقرار أسواق الطاقة وتجارة التجزئة وصناعة الطيران في المنطقة.
وأظهرت بيانات الشركات التركية أن الدبلوماسية التركية لم تؤثر سلباً على الأعمال التجارية التركية على جانبي النزاع بين السعودية وقطر. كما أن الشركات السعودية نفسها تحاول الالتفاف على قطع الرياض كل أشكال العلاقات مع الدوحة من خلل الاعتماد على الوسيط التركي.
وأكدت شركة “تكسان لوجيستك”، هي واحدة من أكبر شركات الخدمات اللوجستية في تركيا، أن الطلب على خدماتها قفز بنسبة 110 في المئة منذ اندلاع الأزمة السياسية مع قطر، فالعديد من الشركات السعودية الكبيرة تحاول إبرام عقود مع العملاء القطريين لكنهم وجدوا أنفسهم منعوا من البيع أو التسليم بسبب الحظر الذي فرضته الرياض على الدوحة.
تتفاوض “تكسان لوجيستك” على تسليم حوالي 50 إلى 60 طن من المنتجات السعودية إلى قطر، والقضية الرئيسة التي تؤخر الشحنات السعودية هي نقص قدرة القوارب وطائرات الشحن.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أن 105 طائرة شحن تركية سلمت بضائع إلى قطر حتى الآن، حيث ظهرت إعلانات الخدمات على وسائل التواصل الاجتماعي تشرح الكلمات التركية للبضائع الأساس للقطريين الناطقين بالعربية.
وبلغ حجم التجارة التركية مع قطر 710 ملايين دولار في عام 2016، فيما بلغ حجم التجارة مع السعودية 5 مليارات دولار، وفقاً لبيانات “معهد الإحصاء التركي”. وعلى الرغم من وقوف أنقرة إلى جانب الدوحة في أزمتها مع الرياض، لم يتراجع الشركاء السعوديون عن مشاريعهم أو عقودهم مع الشركات التركية رداً على الأزمة، وفقا لما أعلنه العديد من قادة الأعمال الأتراك، بل كانت تركيا وسيطاً للشركات السعودية لتمرير تجارتها إلى الدوحة عن طريقها.