جرت العادة أن تتم مكافأة الاشخاص تقديراً لهم على إنجازاتهم، إلا في السعودية، حيث كوفئ محمد بن سلمان بمنصب ولي العهد، على الرغم من إخفاقاته السياسية والاقتصادية.
تقرير: عباس الزين
ستكون السعودية خلال الفترة المقبلة في يد شابٍ ثلاثيني، بعدما خضعت لحكم كبار السن في الفترة الماضية، وسيرتد هذا الأمر عكساً على مستقبل البلاد بما أن الذي سيحكمها رجلٌ متهور ومتشدد في سياسته الخارجية، ما يجعله يفتقد مؤهلات القيادة. هكذا بدأت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية تقريرها، معتبرةً أن إبن سلمان “يتخذ القرارات دون تفكير”.
واعتبرت الصحيفة ان ولي العهد الجديد هو “المسؤول عن التصعيد في اليمن، الذي أنتج مستنقعاً للسعوديين وكارثة إنسانية لليمنيين”، مشيرةً إلى أن ابن سلمان “يحاول استخدام (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في دعم شن هجوم على إيران وحلفائها، ضمن سياسةٍ محفوفة بمخاطر الصراع العسكري الإقليمي.
وبحسب الصحيفة، فإن السعودية ولضمان استقرارها فإنها تحتاج إلى زعيم قادر على الحفاظ على التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي يفتقده ابن سلمان. اختار “المتهور” معركة لا لزوم لها مع الدوحة بسبب عدم ركوع الأخيرة له، بحسب تعبير الصحيفة، وفي هذا، اعتبر الأكاديمي الإماراتي، يوسف خليفة اليوسف في تغريدة عبر موقع “تويتر” أن “مقاطعة قطر هي “محطة من محطات كثيرة أعدها أعداء وجهلاء هذه الأمة، ولابد من وأدها في مهدها، وإلا فإن هذه الأرض لن تعرف للاستقرار معنى بعد اليوم”.
ابن سلمان الذي لم تقتصر تدخلاته الكارثية على الحروب والتدخلات بشؤون الدول، امتدت سياساته العشوائية إلى الميدان الاقتصادي للمملكة، وفيما أراد عبر “رؤية 2030” تنويع الموارد الاقتصادية للسعودية بعيدًا عن النفط وحاول سد عجز الميزانية عبر جملة اقتطاعات من أجور الموظفين وفرض الضرائب، إلا أن مساعيه لم تثبت نجاحها حتى الآن.
وفقًا لموقع “إيكونوميست”، فإن ولي العهد الجديد كان يُخطَط لتخفيض أجور موظفي الخدمة المدنية، إلا أن الحكومة تراجعت عن هذه الخطوة، كما أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز إعادة المكافآت والإعانات التي اقتطعها نجله.
بسبب سوء إدارة ابن سلمان للملف الإقتصادي وفشل خطته، فإن مليارات ستضاف إلى عجز الميزانية في عام 2017، بحسب ما أكد خبراء اقتصاديين، من المتوقع أن يصل إلى 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.