أقرت تل أبيب بعجزها عن مواجهة محور المقاومة وعلى رأسه طهران، منفردة. وأكد قادة الاحتلال الإسرائيلي خلال “مؤتمر هرتسليا” على ضرورة العمل على وقف تعاظم الجمهورية الإسلامية عبر تحالفات مع دول عربية، وصفوها بـ”السنية المعتدلة”.
تقرير محمود البدري
احتلت تعابير “التهديد الإيراني” و”حزب الله” و”التحالفات العربية الإسرائيلية” محور الكلمات في “مؤتمر هرتسيليا” الـ17، والذي جرى تحت عنوان “ميزان الفرص والمخاطر على دولة إسرائيل”.
التسليم بعجز كيان الاحتلال منفردا عن مواجهة التهديد الذي يشكله محور المقاومة، وعلى رأسه ايران، بدا واضحاً في المؤتمر، لا سيما بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته الأخيرة ضد مواقع تنظيم “داعش” في محافظة دير الزور السورية، وتلقي قادة الاحتلال رسالة واضحة بأن طهران قادرة على ضرب أي هدف داخل كيان الاحتلال ومتى شاءت.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت، في كلمة له خلال المؤتمر: “التعاون بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة آخذ بالتعمق في السر والعلن. لكن علينا العمل من أجل وقف تطور الصناعات العسكرية الإيرانية، ويجب أن تكون هدفاً أمنياً لكل دول المنطقة حتى لا تصبح إيران مثل كوريا الشمالية. إطلاق صواريخ باليستية إلى شرق سوريا ينطوي على دلالات خطيرة”.
بدوره، قال وزير الأمن الدّاخليّ للاحتلال جلعاد إردان: “نحن بحاجة إلى استخبارات ممتازة في إسرائيل مصدرها “الموساد” والاستخبارات العسكرية، لكن ذلك لا يكفي، فالإيرانيون أذكياء جداً، وبارعون أيضاً في مجال السايبر. التهديد الإيراني المركزي مركب لأنه يأتي من أيديولوجية متطرفة ترفض وجود إسرائيل. يجب تجنب الاستخفاف بالصواريخ التي أطلقتها إيران على دير الزور، لأنها تجسيد لحقيقة أن طهران تواصل سياسة التعاظم، وإسرائيل هي هدفها المركزي”.
في موضوع التحالف المستجد، أكد وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، أن المعسكر الذي تقوده الرياض “يقف مع تل أبيب في المحور ذاته”. وأضاف “السعودية معنا في المحور ذاته. أقولها بوضوح، لدينا أعداء مشتركون وإيران هي العدو رقم واحد. علاقات إسرائيل مع الأردن ومصر، اللتين تربطهما بها اتفاقات سلام، تعززت على أساس المصالح المشتركة. وفي المقابل، تسعى إيران إلى هيمنة إقليمية”.
في النتيجة، سعى المشاركون في المؤتمر إلى ترسيخ مقولة إن إيران هي “العدو الأول للمنطقة” في إطار ما يعرف باسم “إيران فوبيا”، ومن هذا المنطلق، يسعى الاحتلال الاسرائيلي إلى مد جسور للتعاون الدبلوماسي والأمني والاقتصادي على أعلى المستويات مع الدول العربية السائرة في ركب مشروع معاداة إيران، وفي مقدمتها السعودية.