على مدى سنوات الأزمة السورية، حضرت المجموعات المسلحة في القنيطرة كحزامٍ أمنيٍ لحماية الكيان الإسرائيلي. أخرج اقتراب هزيمة تلك المجموعات على وقع تقدم الجيش السوري، قادة العدو من جحورهم لمواجهة الخطر الوجودي المقبل.
تقرير: عباس الزين
لم تكشف معارك القنيطرة الأخيرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة أي جديد. دعمٌ لوجستي وعسكري، لم يتوقف منذ بداية الأزمة السورية، تتلقاه تلك المجموعات من جيش الاحتلال الاسرائيلي.
التقدير الاستراتيجيّ الإسرائيليّ لعام 2017 الذي أكّد أنّ العدّو الأوّل لتل أبيب هو “حزب الله”، في حين لم يأتِ على ذكر المجموعات المسلحة القريبة من الحدود.
معارك القنيطرة الأخيرة، وفشل المسلحين في السيطرة على مدينة البعث، لفتح طريقٍ في اتجاه العاصمة دمشق، على الرغم من المساندة المباشر من قبل قوات الإحتلال، تؤكد أن دخول الاحتلال ميدان المعركة إلى جانب المجموعات المسلحة ضمن مساعي الأخيرة للسيطرة على محافظة القنيطرة المحاذية للجولان المحتل، هدفه منع الجيش السوري من الوصول إلى المناطق الجنوبية، وتحويلها إلى نقطة انطلاق لعمليات مقاومة ضد الاحتلال.
يشكل اقتراب الجيش السوري من الحدود تهديدًا وجوديًا على كيان الاحتلال، ومع هزيمة المجموعات المسلحة هناك، فإن منسوب القلق يرتفع لدى قادة العدو. ولفت محللون إسرائيليون إلى أن التطورات الأخيرة في الحرب بين الجيش السوريّ والمسلحين تؤكد أنّ مساحة الراحة النسبية التي امتلكتها إسرائيل على الجبهة الشمالية تتقلّص، معتبرين أنّ هزيمة المسلحين تنبئ بتصعيدٍ محتملٍ في الشمال بين “إسرائيل” من جهة والجيش السوريّ و”حزب الله” من جهة ثانية.
تشير جميع الدلالات السياسية والعسكرية الى إمكانية قيام إسرائيل بعملٍ عسكري أوسع كلما ازداد الخطر عليها المتمثل بهزيمة المسلحين. فقد حذّر ضباط رفيعو المستوى في جيش الاحتلال واشنطن من استراتيجيّة هزيمة “داعش”، وأكّدوا أنّ النتيجة ستكون الندم، في وقتٍ لفت فيه سفير الإحتلال الإسرائيليّ في روسيا، غاري كورين، النظر إلى أن تل أبيب مستعدة للإقدام على عمليةٍ عسكريّةٍ في سوريا ضدّ الجيش السوري والقوى الحليفة له إذا شعرت بخطرٍ حقيقيٍّ يتهددها من الجولان.
فتح الجيش السوري لجبهته الجنوبية ضد الإحتلال في هذا الوقت تحديدًا، سيعيد خلط الأوراق من جديدة في المنطقة بأكملها، خاصة في ظل ما كان أعلنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، عن أنه اذا اندلعت حرب إسرائيلية على سوريا او لبنان، “فإن مئات الآلاف من المقاتلين من مختلف انحاء العالمين العربي والإسلامي سيتدفقون إلى جبهات القتال ليكونوا شركاء في هذه المعركة”.