تمضي المملكة السعودية بتحقيق الهدف المعلن لولي العهد محمد ابن سلمان بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني بما يبرر المشاركة الثانية للرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل في مؤتمر منظمة “مجاهدي خلق” الإرهابية.
تقرير هبة العبدالله
يتكرر المشهد في غضون عامين. وإذا كانت مشاركة الأمير تركي الفيصل العام الماضي مفاجئة ولافتة للانتباه، فقد بدا حضوره في مؤتمر منظمة “مجاهدي خلق” الإرهابية الإيرانية مجار للواقع كثيراً في عام 2017، بعدما أكد ولي العهد الجديد محمد بن سلمان أن الدعم السعودي للمعارضة الإيرانية بدأ وسيستمر، وأن للرياض أهداف متعلقة بإيران “لن تتوانى عن تحقيقها وبمختلف الوسائل”، كما ظهر في التفجيرين الأخيرين قبل قرابة الشهر في طهران.
يتوسط الأمير السعودي الصورة التذكارية للمؤتمر الذي عُقد يوم السبت 1 يوليو/تموز 2017 في العاصمة الفرنسية باريس، ليحمل حضور الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية بين شخصيات إيرانية معارضة مَعانٍ عدّة عن سياسة المملكة اتجاه طهران، وهو ما تناوله الفيصل في كلمته متهماً الحكومة الإيرانية بأنها “أكبر راعٍ للإرهاب في العالم”.
وبينما تُغيِّب حكومة الرياض أيّ ديمقراطيّة يمكن أن تمارس في الداخل ويتنافس الأمراء فيها على حياكة خطط الاستيلاء على العرش وينتهكون حتى نظامهم العائلي في تولي الحكم، يقول الفيصل إن الانتخابات الإيرانية غير ديمقراطية وغير شرعية، وهو أحد أمراء العائلة الحاكمة في بلاد ينحصر مفهوماً لحق الانتخاب، على هيئة البيعة الخاضعة لملك البلاد.
كانت “مجاهدي خلق” المسلحة قد أدرجت على مدار ثلاثة عقود حتى عام 2003 على قائمة المنظمات الإرهابية لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي متهمة بالضلوع في أعمال قمعية مارسها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد معارضيه، وكما يقول أعضاء منشقون عن “خلق”، فإن المنظمة التي أنشات عام 1965، قادت من باريس حملات اغتيال لمسؤولين إيرانيين.
تُراهن الرياض على المنظمة الإرهابية للتوغل في الداخل الإيراني، بينما تحتاج “خلق” لتمويل كبير من أجل الاستمرار في الظهور العلني في المحافل الدولية وبث الدعاية، وقد أعاده الدعم السعودي إلى الواجهة مؤخراً.