تحل ذكرى البقيع الأليمة على صوت الرصاص والاجتياح العسكري المفروض على العوامية في المنطقة الشرقية منذ قرابة الشهرين، إلا أن الذكرى لا تغيب عن الشرقيين الذين سيحضرون دعوات الشيخ الشهيد نمر باقر النمر لإحياء المناسبة وإعادة بناء القباب الطاهرة.
تقرير: سناء ابراهيم
ارتكبت عائلة آل سعود جريمة مكتملة الأركان في السعودية قبل أكثر من 9 عقود، بدأت فصولها عندما أفتت الوهابية الملكية في الرياض بجواز هدم قباب الأئمة الاطهار والصحابة في مقبرة البقيع الطاهرة في المدينة المنوّرة. أثار الهدم غضب العالم الإسلامي وحرّك فتيل لوعته من خطوات الحكم السعودي وفتاواه الظالمة.
حمل الشيخ الشهيد نمر باقر النمر لواء البقيع وطالب بإعادة بناء القباب الطاهرة، المهدمة بقرار سياسي، ونادى لبناء قضية بناء مراقد أئمة البقيع التي هُدمت في 8 شوال 1344هـ، أي في عام 1925 ميلادي، واستنكر بقاء قضية البقيع كحدث مغيّب، مشدداً على ضرورة إحياء المناسبة بكل عام.
وعمدت سلطات عائلة آل سعود المولعة بسفك الدماء وبطمس المعالم التاريخية في شبه الجزيرة العربية، إلى تبرير عملها الإجرامي الإجرامي المُضمر، واستفتت علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور، فاجتمع قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مع علماء المدينة وتباحث معهم، ووقّع العلماء، تحت وطأة التهديد والترهيب، على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء، وأُمرت بتنفيذه وهدمت الأضرحة.
لم يكفِ العمل الإجرامي في قضية البقيع السلطات إظهار غلّها، فهي تعمد بكل عام إلى التضييق على الشرقيين وتمنعهم من زيارة مقبرة البقيع وتعتدي عليهم، ما دفع الشيخ الشهيد إلى يكون أول المدافعين عن القضية وإبرازها إلى الرأي العام، خاصة في عام 2008، عندما خرج بجرأة غير عادية للاعتراض على الاعتداءات التي أقدم عليها حراس الوهابية بحق زوار مقبرة البقيع.
تدل جريمة هدم قبور البقيع على إجرام وشراسة هذا النظام القابع على صدور المسلمين في شبه الجزيرة العربية.