تحظى زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تل بيب باهتمام كبير في الأوساط الإسرائيلية، خاصة في ظل العلاقة الاستراتيجية مع المملكة السعودية، الأمر الذي يسرع في إنهاء القضية الفلسطينية.
تقرير: محمود البدري
للمرة الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند وكيان الاحتلال الاسرائيلي، يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة الأراضي المحتلة، وصفها كيان الاحتلال بـ”التاريخية”، وتشير إلى تغير واضح بسياسة نيودلهي بعد مرور 25 عاما على عودة العلاقات الهندية الإسرائيلية.
يعود بدء التعاون العسكري بين نيودلهي وتل أبيب إلى عام 1992، حيث أقيمت العلاقات رسميا بين البلدين. وبلغ حجم التجارة العسكرية مليار دولار سنوياً خلال الخمس سنوات الماضية، علماً أن الهند وقعت خلال عام 2017 على صفقة أمنية تعتبر الأكبر في تاريخ الكيان، ومن المتوقع أن يوقع الجانبان عدداً من الاتفاقات الإضافية في مجالات الابتكار والتنمية والعلوم والتكنولوجيا والفضاء.
لا تتوقف المصالح بين الجانبين على القضايا الأمنية والعسكرية بل تتعداها إلى قضايا تخدم سياسة الاحتلال الداخلية والخارجية، وهذا ما يعني الكيان. وبحسب مراقبين، فإن الملف الفلسطيني وقضية الاعتراف بإسرائيل هما محور اهتمام كيان الاحتلال. وما التقارب مع الدول العربية، لا سيما الخليجية، إلا من أجل تحقيق هذا المبتغى.
العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين الهند التي انحرفت عن مسارها وتخلت عن قضية فلسطين، وانحازت إلى تل أبيب لمصلحة اقتصادها وعلاقاتها الاستراتيجية، بعد وصول مودي إلى رئاسة الحكومة، وبين السعودية التي تزحف، ومن خلفاها الإمارات والبحرين وغيرهما، الى التطبيع مع الكيان، وهذا ما يصيب في إطار تحقيق هذا الهدف.
وظهر مفاعيل هذا التقارب جلياً في قرار رئيس الوزراء الهندي عدم زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والترحيب الإسرائيلي بهذه الخطوة.