يطغى مشهد مرحلة ما بعد الموصل على عاصمة شمال العراق، سياسياً وانسانيا وعسكرياً، ومع التحذيرات من قولبة الإرهاب الداعشي إلى شكل آخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تشكيل مجلس تنسيقي مشترك مع السعودية.
تقرير: سناء ابراهيم
على بعد أمتار من إعلان العراق لنصره على تنظيم “داعش” ودحره من الموصا، ثاني أكبر المدن العراقية، ضمن عمليات عسكرية تمّت بسواعد أبناء بلاد الرافدين، من الجيش والقوات المسلحة و”الحشد الشعبي” وجميع الفئات العسكرية، والمؤازرة الشعبية، حذى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بخطوة نحو تسليم النصر لمصدر الإرهاب عبر الاتفاق مع السعودية على إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين.
السعودية، التي تعمل على أوسع استقطاب سياسي بعد مرحلة من قطع العلاقات مع دول عدة، وآخرها ملف المصالحة مع مصر، ها هي المملكة تخطو في اتجاه بغداد بعد فترة طويلة من القطيعة.
وأوضح مراقبون أن الخطوة العراقية السعودية ليست متوقعة بعد الانكسارات التي مرت بها العلاقات بين البلدين، وما تسببت به الرياض لبغداد خلال مرحلة استعادة الموصل تحديداً، وما رافقها من تحريض طائفي وتهجم على قوات “الحشد الشعبي”. يضاف إلى ذلك ما شهدته العلاقات بين البلدين من توترات اثر تدخل السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان في الشؤون الداخلية لبلاد الرافدين، وانعدام التثميل الدبلوماسي بين البلدين بعد إغلاق السفارة السعودية في بغداد، غير أن الاجتماع الأخير بين العبادي ونظيره السعودي ولي العهد محمد بن سلمان أنتج مجلساً تنسقياً متجاوزاً الانتكاسات الدبلوماسية بين البلدين، والدعم السعودي بالمال والعديد للتنظيمات الارهابية.
وأعلن العبادي، عبر مؤتمر صحافي، عن تشكيل مجلس تنسيقي للتعاون بين الرياض وبغداد، مبرراً الخطوة بأنها “تأتي في إطار سياسة الحكومة التي تريد أن تحول المنطقة من منطقة نزاعات وخلافات إلى منطقة التقاء وتعاون”.
موقف العبادي الذي يأتي بعد لقاءه الملك سلمان أواخر شهر يونيو/حزيران 2017، وحصوله على تعهدات مالية لإعادة ما دمر من محافظات العراق، بارك ما حققته القوات العراقية من انتصارات في معركة الموصل، مشيداً بأهل الموصل الذين “أثبتوا أنهم ضد الإرهاب”، محذّراً من “محاولات شق الصف الوطني في أيام الانتصارات”.