في خطوة تبدو مفاجئة بتوقيتها، قبلت السعودية شروط إيران للمشاركة في موسم الحج، ما يطرح علامات استفهام حول ما تبيته الرياض من نوايا اتجاه طهران ومواطنيها.
تقرير رامي الخليل
فتح الموقف السعودي المرن وسهولة تعاطي الرياض مع الشروط التي وضعتها إيران كمقدمة للسماح لمواطنيها المشاركة في مناسك الحج في عام 2017، باب الاستفهام والاستغراب على مصراعيه، خاصة لناحية تزامن الامر مع المرحلة الراهنة التي تشهد اقصى تصعيد في التوتر بين الدولتين، والذي بلغ أشده في الازمة الخليجية المستمرة، بزعم العلاقات القطرية الإيرانية.
السعودية التي اعتادت تجيير واستغلال كامل نفوذها، ومنه شعيرة الحج، في تصفية حساباتها، لم يُعرف عنها غير الخبثَ السياسي في تعاطيها مع أندادها، ولعل مجزرة حجاج مكة في عام 1987 التي فقدت فيها إيران قرابة 300 حاج برصاص القوات السعودية تُعد أبلغَ دليلٍ على عقلية النظام في الرياض، وقد أعاد الكرة في العام 2015، عندما خسرت طهران أكثر من 500 حاج في حادثة التدافع في مِنى، ولا يزال النظام السعودي يرفض الكشف عن ظروف الحادث حتى اليوم.
تثير المرونة السعودية مع إيران في عام 2017 الهواجس لدى المراقبين الذين استشعروا مكيدةً تضمرُها الرياض لطهران، خاصة وأن الأخيرة لم تسمح لمواطنيها بالمشاركة في مراسم حج عام 2016 حفاظاً على أمنهم، وفي هذا حرصت السعودية على ان ينتهي الموسم من دون أدنى مشكلة.
ورأوا المراقبون أن الموقف السعودي المرن يأتي في سياق الايقاع بإيران، حيث تسعى الرياض إلى استقطاب الحجيج الإيرانيين لتوظيف أي مشكل قد يطرأ في الحج ضد طهران، وهو أمر من شأنه أن يدعم الرأي الذي تروج له السعودية بأن إيران هي السبب الرئيس في صنع المشكلات، كما أنه سيكون بمقدور المملكة التسبب بمزيد من الضحايا المدنيين الايرانيين انتقاماً لهزائمها المتكررة امام الجمهورية الإسلامية.
ماذا تحضر السعودية لإيران في حج هذا العام؟ سؤال تترك الإجابة عليه إلى ما 31 يوليو/تموز 2017، تاريخ وصول طلائع الحجاج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الح. وفيما أكدت طهران اتخاذها التدابير الممكنة كافة للحفاظ على سلامة مواطنيها، إلا أن النتائج تبقى متعلقة بخواتيم مناسك الحج.