فيما يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى محاصرة وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله وتقويض صلاحياته، دخلت شركات الدفاع الفرنسية على خطّ الخلاف، بحثاً عن مشتري للسلاح.
تقرير هبة العبدالله
مع صعود محمد بن سلمان إلى العرش السعودي، ثمة مكاسب كثيرة حصلت عليها واشنطن على حساب عواصم أوروبية، إذ رأى الشاب الطموح في الولايات المتحدة ملجأً لتثبيت سلطته، ما دفعه إلى التخلي عن صفقات أسلحة مع الجهات الأخرى.
وفي ضوء ذلك، بلّغت السلطات السعودية وزارة الدفاع الفرنسية مؤخراً بأنها لم تعد ترغب في التعاون مع شركة “أوداس” المسؤولة عن تنسيق العلاقات في مجال التسلح بين البلدين وأن العمل معها سينتهي في يناير المقبل.
فرض تعديل الأوراق في المملكة السعودية توازناً جديداً للقوى ترجمة إشارته الأولى بإزاحة محمد بن نايف من ولاية العهد وصعود ابن سلمان إلى موقعه الجديد، وهو ما يضع وكالات الدفاع الفرنسية في وضع غير مواتٍ في علاقاتها التعاقدية مع وكلائها السعوديين.
مجلة “إنتاليجينس أونلاين”، النّشرة الفرنسية المتخصّصة في الشّؤون الإستراتيجية والتي تستقي معلوماتها من مصادر استخباراتية غربية، تشير إلى أن رجل الأعمال، جورج فرانكيولي سيزار، ومجموعته، هو آخر قناة فرنسية سعودية لا تزال تعمل بشكل صحيح، حيث ترغب مجموعته في الحصول على عقود مع الحرس الوطني السعودي الذي يقوده الأمير متعب بن عبد الله.
ويمثل الحرس الوطني جيشاً موازياً في المملكة السعودية ويصل تعداد أفراده إلى أكثر من 150 ألف جندي لا يخضعون لسلطة ابن سلمان بل يقودهم عدد من الأمراء المهمشين من خارج دائرة أبناء وأحفاد الملك المؤسس، الأمر الذي يثير مواخف ابن سلمان الذي يستشعر خطر انقلاب قريب.
وفيما يبدو وزير الحرس الوطني متعب غير راض عن الاطاحة بمحمد بن نايف وتنصيب محمد بن سلمان ولياً للعهد، يبدو أن إقدام نجل الملك الراحل على شراء السلاح الفرنسي بعيداً عن ابن سلمان، قد يوجه محدلة الإقصاء السلمانية نحوه، خصوصاً وأنّ شهية ولي العهد الجديد في إقصائه وضم الحرس الوطني إلى وزارة الدفاع ازدادت مع الإطاحة بابن نايف بهدوء.
في هذا السياق، أشارت المجلة الاستخبارية الفرنسية إلى أنّ متعب، إلى جانب عمه ولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز، هما الوحيدان اللذان لم يصوتا لصالح ابن سلمان من أعضاء هيئة البيعة ليلة الانقلاب.
وخلال عامي 2015 و2016، قاد محمد بن سلمان ومن وراء الكواليس مناورات عدة للإطاحة بمنافسيه وداعميهم ولا سيما في المجال الأمني، ومتعب هو واحد من الأمراء الباقين من هذه المجموعة، وهو الآن يمد خطوط التواصل والدفاع مع جهات يحاول ولي العهد الجديد تحييدها عن الساحة العسكرية السعودية، لترك الساحة للولايات المتحدة.