موقف فريد لسلطنة عُمان من الأزمة الخليجية سياسياً واقتصادياً، فيما تفيد تقارير غربية عدّة بأن دولة قطر وسلطنة عُمان ستعلنان قريباً الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي.
تقرير بتول عبدون
ارتفع التنسيق بين سلطنة عُمان وقطر إلى أعلى مستوياته، في ظل أزمة خليجية قد تمتد إلى دول خليجية أخرى لا تقبل الوصاية السعودية أو الإماراتية.
فقد بعث أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برسالة خطية إلى سلطان عمان، قابوس بن سعيد، تناول خلالها العلاقات الأخوية بين البلدين، وآخر المستجدات على الساحة الخليجية، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية في وقت تخضع فيه قطر لعزلة من دول المقاطعة.
لم تكترث سلطنة عُمان منذ بدء الأزمة الخليجية لحصار قطر ومنع كل أشكال التعامل معها، بل عمدت إلى فتح أبواب موانئها صحار وصلالة بعد توقف شحن البضائع القطرية من ميناء جبل علي في دبي في تحد واضح لدول المقاطعة.
تخشى سلطنة عُمان من الغدر بها من قبل دول الخليج على غرار ما تم مع قطر، بحسب تقرير لمجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، التي أشارت إلى أن خشية العُمانيين تأتي بعد الحملة السعودية على اليمن وقطر بزعم إنهاء النفوذ الإيراني فيهما، بسبب علاقاتهم الجيدة مع إيران خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعطى الضوء الأخضر لحصار قطر عبر تغريداته على “تويتر” في بداية الأزمة، استنكر دور السلطنة في التوسط بالمحادثات الإيرانية الأميركية السرية خلال إدارة سلفه الرئيس باراك أوباما.
واعتبر مراقبون أن الدور الوسطي والحيادي التي تلعبة سلطنة عُمان في المنطقة من الملف الإيراني إلى اليمن والآن قطر، يزعج السعوديين ومن يدور بفلكها. ومن هنا، برزت تقارير غربية عدة تحدثت عن نية قطر وسلطنة عُمان بإعلان الخروج من مجلس التعاون الخليجي قريباً، في وقت وكانت وسائل إعلام قد تناقلت فيه نبأ مفاده أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعث خطاباً إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني تضمن شروط الدوحة للبقاء في المجلس.
وفي حين اتهم مجلس الوزراء السعودي قطر بالسعي إلى “تفتيت” مجلس التعاون الخليجي، أشار الباحث والمحلل السياسي الكويتي الدكتور مبارك القفيدي، في تغريدة على “تويتر”، إلى تقارير دولية تؤكد أن كلاًّ من سلطنة عُمان وقطر ستنسحبان من مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن الدوحة ليست العاصمة الخليجية الوحيدة التي تخالف دول المقاطعة في وجهات النظر، مبدياً تخوفه من فتح الباب أمام الصراع الدائم.