غادر وزير الخارجية الأميركية ريكس تليرسون المنطقة من دون أي تقدمٍ في حل الأزمة الخليجية، بل ارتدت الزيارة تعقيداً للأزمة المتوقع استمرارها مطولاً.
تقرير عباس الزين
على خلافِ الأهداف المُعلنة، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تليرسون، زادت الأمورَ تعقيدًا. رفضت الدول الأربعة المقاطعة لقطر ورقة التفاهم الموقعة بين واشنطن والدوحة، واتهمت الوزير الأميركي بالانحياز إلى قطر. وكان كلام تليرسون بأن قطر أول من استجاب لدعوة أميركا في وقف تمويل الإرهاب، الحدَّ الفاصل الذي دفع دول المقاطعة إلى إفشال مهمة الوساطة الأميركية.
أفضت العنجهية السعودية الإماراتية إلى رفضِ أي تفاهمٍ او وساطة لا تضمن تبعية الدوحة للرياض وأبو ظبي، بينما يذهب متابعون للقول إن الوساطة الأميركية كان مقصوداً إفشالها من طرف واشنطن نفسها، التي توازن مصالحها بين دعم طرفي الأزمة.
تمثلت الخطوة القطرية على رفض ورقة التفاهم وإفشال وساطة تليرسون من قبل دول المقاطعة، في إحدى الأسباب الرئيسة للأزمة، والتي تشكّل مصدر إزعاجٍ للرياض. وصلت الدفعة الخامسة من القوات التركية إلى قطر فور إعلان فشل الوساطة. يُذكر أن دول المقاطعة كانت وضعت من ضمن المطالب الـ13 المقدمة لقطر لتنفيذها أن يتم إغلاق القاعدة التركية.
وجاء وصول الدفعة الخامسة بالتزامن مع ذهاب وزير الخارجية القطرية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أنقرة، ولقائه نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو. وأعلن كل من الدوحة وأنقرة تصميمهما على إبقاء القاعدة التركية في قطر، ورفضهما أن تكون جزءاً من المطالب.
من جهته، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على حسابه في “تويتر”، إنه “لن تكون هناك نهاية سريعة للخلاف بين قطر والدول الأربع التي تقاطعها”، مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو “قطيعة ستطول”.
منطقة الخليج الآن أمام مرحلةٍ جديدة مع مغادرة تليرسون المنطقة وفشل الوساطتين الأميركية والكويتية. وفقًا لمراقبين، فإن التصعيد بإجراءات اقتصادية تُشدّد الخِناق على قطر، من أبرز عناوين المرحلة المقبلة. في المقابل فإن وصول دفعة عسكرية تركية الى قطر في هذا التوقيت جاء للتأكيد على استعداد الأخيرة لمواجهة جميع الاحتمالات. ، العسكرية منها على وجه الخصوص.