على الرغم مما فيه من غموض وما يفرض من تساؤلات، يبقى الاتفاق الروسي – الأميركي في الجنوب السوري، رهن الميدان.
تقرير بتول عبدون
تُوِّج لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في هامبورغ على هامش قمّة العشرين الاتفاق على وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا، في ترجمة لغلبة ميدانية واضحة ثَبَّتَتها الجيش السوري وحلفائه بدعمٍ من قوات الجو ـ فضاء الروسية.
وأشارت مصادر دبلوماسية روسية إلى أن الاتفاق في خطوطه العريضة هو ثمرة مفاوضات شاقة وطويلة على مدى أشهر، اقتنع بعدها شركاء روسيا بضرورة وقف القتال في الجنوب تستثنى منه التنظيمات الإرهابية بما يضمن عودة القوات الشرعية السورية إلى الحدود الدولية وضبطها ونشر مراقبين للهدنة وبدء حوار جدّي بين الفصائل المسلّحة والقوات الحكومية السورية.
وأوضحت المصادر أن قوات الشرطة العسكرية الروسية تستعد للانتشار في الجنوب لمراقبة الهدنة ومنع أي خروقات، وهي تعمل على تدريب المئات من جنود الجيش السوري لتنفيذ مهمات المراقبة في درعا والسويداء والقنيطرة، وأن مستشارين روس واميركيين سيتابعون لقاءاتهم لبلورة تفاصيل أخرى في التفاهم.
في المقابل، تدور علامات استفهام حول الموقف الاسرائيلي من الاتفاق فإسرائيل عمليّاً لم تستطع تحقيق ما سعت إليه على مدى السنوات الماضية، من تأمين حزام آمن على حدود الجولان، كذلك فشل الاحتلال في استمالة الفصائل الكبيرة المكونة من أبناء المنطقة لأن الجو الشعبي في الجنوب السوري، على الرغم من التحريض الطائفي والمذهبي الذي تغذّيها برفقة دول خليجية مثل السعودية وقطر، والدعم اللوجستي والمالي الذي تقدمه لبعض الفصائل الصغيرة، لا يزال معادياً للاحتلال الإسرائيلي ويرى الجولان أرضاً سورية.
في حين أن وجود “جبهة النصرة” في درعا والقنيطرة، و”داعش” في حوض اليرموك، يبقى تحديّاً كبيراً امام الاتفاق، فلم يتضّح بعد إن كانت الجبهة ستلتزم بجو التهدئة العام وتذعن للاتفاق الأميركي ــ الروسي، أم أنها ستتمرّد، ما سيدفع بالأردن بحسب مراقبين إلى تحريض الفصائل عليها وضربها، أو إن كان هناك مشروع أميركي لترويضها ومزجها بفصائل الجنوب.