بعد الصمت السعودي عن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين، الملك سلمان يطلب من تل أبيب التراجع عن الخطوة، والأخيرة تلبي طلبه، في ظل التطبيع بين المملكة والكيان الصهيوني.
تقرير: محمود البدري
الاعتداء على المسجد الأقصى، واغلاق أبوابه، لم يلق صدى في أروقة الدول العربية، ما عدا بعض الاستنكارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
عاد الاحتلال وفتح الأبواب، ولكن بعد اتخاذ اجراءات وصفها بالأمنية والوقائية، واستجابة لطلب الملك السعودي سلمان، في دلالة واضحة إلى المكانة التي وصل اليها بعد التطبيع الذي يتسع كاتساع النار في الهشيم.
حتى الصحف الإسرائيلية، استغربت الخطوة، وكيف تجاوزت المملكة الاعتداءات على الأقصى، واقتصر طلبها على اعادة فتح الأبواب أمام المصلين كي لا يزداد الوضع توترا.
ولأن اغلاق الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه لم يواجه برد فعل عربي مناسب، قدر مراقبون أن الاحتلال سيعاود تكرار اجراءاته القمعية في مراحل لاحقة، وفي مواجهة عمليات بطولية ينفذها الفلسطينيون ضد جنود الاحتلال، وذلك بهدف تحويلها إلى رد روتيني.
ويمكن تفسير الصمت السعودي تجاه محنة الأقصى على أنه من متممات السير نحو التطبيع، ومرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية، حتى وإن كانت تبدأ بنسيان الأقصى .
وفي هذا الإطار، اصبح من الملاحظ أن العديد من قادة الرأي السعوديين، باتوا يروجون للصداقة مع العدو الإسرائيلي.
على سبيل المثال، يردد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية أنور عشقي، مقولة إن هناك تغيرا في موقف الشارع السعودي تجاه إسرائيل، مؤكدا أن التغريدات والتعليقات من أبناء المملكة تظهر أنهم مقتنعون بأن الكيان الإسرائيلي لم يسجل عدوانا واحدا على المملكة.