تزامناً مع زيارة وزير الخارجية السعودية لها، وبعد ظهور اسم السعودية في التحقيقات الجارية حول هجمات بروكسل الأخيرة، تعتزم الحكومة البلجيكية مطالبة المملكة بتقديم مزيد من الشروحات والتفسيرات حول الآليات التي تزعم اتباعها لمحاربة الإرهاب.
مودة اسكندر
لم يفلح الخطاب التسويقي حول ضرورة محاربة الإرهاب في إبعاد التهم الموجهة إلى السعودية من قبل حكومة بروكسل.
فشل الخطاب الذي كال فيه وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الاتهامات لقطر متهما إياها بـ”المسؤولية عن انتشار التطرف”، في تبييض صفحة المملكة ودورها في ارتفاع نسب التطرف في الشارع الأوروبي عموماً، وبلجيكا خصوصاً، والتي أصبحت مؤخرا منطلقاً لعمليات إرهابية عدة.
اعترف الجبير، خلال مؤتمر صحلفي مشترك عقده مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرز في بروكسل، عقب مباحثات ثنائية بينهما، بأن “المنظمات السعودية شاركت في تسعينات القرن الماضي في انتشار التطرف في الدول الأوروبية”، زاعماً أن تلك المنظمات “لم تعد موجودة الآن”. كما ادعى عزم بلاده على “تعقب الذين يمولون الإرهاب”، معلناً عن “مباحثات بين المملكة وبلجيكا من أجل النظر في سبل التصدي للفكر المتطرف”.
وحول هذه المباحثات، ذكرت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أن الحكومة البلجيكية تعتزم مطالبة السعودية بتقديم مزيد من الشروحات حول الآليات التي ادعت أنها تعتزم اتباعها لمحاربة الإرهاب.
بدوره، اقترح وزير الخارجية البلجيكي إرسال وفد إلى المملكة بعد فصل الصيف لبحث الاتهامات بتورط الرياض بهجمات بروكسل في 22 مارس/مارس 2016. ويأتي ذلك بعد اتهام تقرير لجنة التحقيق البرلمانية في التفجيرات التي وقعت في بروكسل، جمعيات مرتبطة مباشرة بأفراد الأسرة الحاكمة السعودية، بتورطها في تلك الهجمات. ويتزامن ذلك مع الجدل القائم في بلجيكا ودعوة أوساط سياسية إلى اعادة النظر في العلاقات مع السعودية على خلفية مسائل تتعلق بتمويل الإرهاب وتسويق التطرف.