تطوراتٌ متسارعة تشهدها السياسة الأميركية حيال الأزمة الخليجية، مناوراتٌ قطرية أميركية مشتركة بالتزامن مع إستعداداتٍ لمناوراتٍ ثلاثية الى جانب تركيا، في رسالةٍ ذاتِ ابعادٍ سياسية وعسكرية، ستبدد الآمال السعودية الإماراتية بالرهانِ على واشنطن ضد قطر.
تقرير عباس الزين
حدثٌ استثنائيٌ، ستستقبله قطر قريبًا، مناوراتٌ عسكرية تجمع قطر، تركيا وأميركا. هو خبرٌ من شأنه تغيير اتجاهات الأزمة الخليجية، بما يمكن اعتباره انحيازٌ أميركي أولي لقطر في صراعها الخليجي.
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية، إن مناورات عسكرية مشتركة بين القوات القطرية والأميركية والتركية على وشك البدء في قطر، نافيًا أي تعارض بين استضافة قطر “قاعدة العديد” الأميركية وبين وجود قوات تركية.
تجري مناورات عسكرية أمريكية قطرية حالياً في المياه الإقليمية الخليجية جنوب العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة أكثر من 9 وحدات عسكرية أميركية وقطرية. هذه المناورات هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة الخليجية، وتشارك فيها سفينتان من قوات البحرية الأميركية، وقطع بحرية عسكرية من القوات الأميرية القطرية.
بدأت المناورة بعد فترة وجيزة من إعلان قطر توقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من أميركا من طراز بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار. ويشارك في تلك المناورات قائد القوات الخاصة القطرية، العميد الركن حمد بن عبد الله الفطيس المري، الموضوع اسمه على لائحة الإرهاب المشتركة التي وضعتها دول المقاطعة الأربع في يونيو/حزيران 2017، ما يشكل تحديًا من قبل واشنطن لتلك الدول، ويوضح عدم اهتمامٍ او تعويلٍ أميركي عليها، وبطبيعة الحال انتهاء العمل بالإتفاقية الأمنية المشتركة بين الدول الخليجية، بغطاءٍ اميركي.
المناورات العسكرية المشتركة بين الدوحة وواشنطن تتنافى مع أي رغبةٍ أميركية بنقل “قاعد العديد” خارج قطر، ما يعتبر انتكاسة سياسية للرياض وأبو ظبي، لتأتي المناورات الثلاثية والتي تجمع أنقرة أيضًا، لتؤكد الالتفافة الأميركية على التوجهات السعودية.
كانت القوات التركية إحدى الأسباب الرئيسة في تصعيد وتيرة الأزمة، حين طالبت الرياض من الدوحة طرد القوات التركية من أراضيها ضمن الشروط الـ13. تعكس تطورات السياسة الأميركية، بحسب مراقبين، انقساماً عميقاً في الإدارة الأميركية. وشهدت الأزمة الخليجية تناقضاً حاداً في المواقف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، ووزير حربه جيمس ماتيس من جهة أخرى.
لم تعد واشنطن تعطي مطالب الدول الأربعة أي أهمية، سقطت الشروط وأصبحت خارج نطاق البحث. تقوم وزارة الحرب الأميركية بمناوراتٍ عسكرية مع دولةٍ “راعيةٍ للإرهاب”، وفق المنظور السعودي الإماراتي. إلى جانب ذلك، ستعطي الإدراة الأميركية شرعية لوجود القوات التركية في قطر، مع بدء المناورات الثلاثية.