في ظل تردي الوضع الاقتصادي في المملكة وزيادة نسبة البطالة وانخفاض أسعار النفط، بدأت تتغير نظرة الشباب السعودي حيال “رؤية 2030” ولي العهد محمد بن سلمان إلى سلبية.
تقرير إبراهيم العربي
الإحباط والإرتباك هما السمتان اللتان أصبحتا تطبعان حالة الشريحة الشابة في المجتمع السعودي، وذلك بعد المشهد المظلم الذي أصبح يسيطر على رؤيتهم للمستقبل، في ظل “رؤية 2030” التي أعلنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ولإن كانوا يتوقعون انفراجات في جدار الازمة الاقتصادية في المملكة، وجدوا أنفسهم من دون فرص عمل.
بدأ تصاعد الانتقادات للرؤية منذ ظهرت حقيقتها والتي تمثلت بسعي الأمير الشاب إلى حصر مقاليد السلطة بيده، وهو سخر الرؤية للحصول على مبتغاه من دون أن يلقي بالاً لإصلاح البلاد، خاصة وأن حالة من البطء ترافق البرنامج الاصلاحي، فيما بقيت التوقعات الاقتصادية قاتمة.
في دراسة إحصائية أجراها “مركز الملك سلمان للشباب” في أواخر عام 2016 والذي يرأسه ابن سلمان، تبين من خلال مقابلات أجريت مع 43 في المئة من 1500 شخص، أن عدم وجود فرص عمل هي المصدر الرئيسي للضغط الذي يعانون منه، حيث أوضح أكثر من ثلثهم أنّهم استغرقوا عامًا على الأقل للعثور على عملهم الأول. فيما بقي معدل بطالة الشباب مرتفعًا بنسبة 40 في المئة.
بدأ السعوديون بالشعور بآلام تدابير التقشف وتباطؤ الاقتصاد، كما بدأت بعض الحماسة المبكرة تجاه رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية بالانهيار، وتزداد الحالة المزاجية المختلطة بسبب تدخل الرياض العسكري المثير للجدل في حرب اليمن، والتي أودت بحياة المئات وأهدرت مليارات الدولارات.
كما تقود المملكة أيضاً الحظر المفروض منذ أسابيع على قطر، الأمر الذي أثار أسوأ أزمةٍ دبلوماسية في الخليج منذ أعوام، ناهيك عن النظام الملكي المطلق في السعودية وسياسة الترهيب وخنق الحريات.