تؤكد تقارير صحافية أن السعودي سلطان محمد أبو الجدائل اشترى نحو 510 في المئة من أسهم الموقع الإلكتروني لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، في خطوة تهدد حرية الصحيفة نظراً إلى السجل السيء للسعودية في التعامل مع حرية التعبير.
تقرير محمود البدري
في خطوة قد تثير غضب منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حرية الإعلام، اشترى مستثمر سعودي حصة كبيرة من أسهم الموقع الإلكتروني لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، وهو سلطان محمد أبو الجدائل (42 عاماً)، مقيم في المملكة، بحسب صحيفة ما ذكرت صحيفة “ميدل إيست آي” الإلكترونية، والتي وصفته بـ”المستثمر الغامض”، نظراً إلى أنه ليست لديه أعمال تجارية أخرى.
وأشارت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية إلى أن أبو الجدائل استحوذ على حصة تتراوح ما بين 25 و50 في المئة من الموقع بعد أن ضخ ملايين الدولارات فيها.
وطبقاً لوثائق “بيت الشركات” الذي يُعد الجهة المسؤولة عن تسجيل الشركات الإعلامية في بريطانيا، فإن أبو الجدائل، وبحصوله على هذه الحصة الكبيرة، سيكون له حقوق تصويت تعادل النسبة التي يملكها في “إندبندنت” وفي “ديجيتال نيوز آند ميديا”، إحدى أكبر وسائل الإعلام الرقمية في البلاد.
وتوقعت “ذي غارديان” أن يثير الاستثمار السعودي قلق العاملين في الصحيفة البريطانية التي تتبنى مواقف ليبرالية متحررة مقابل سجل الرياض في ما يتعلق بحرية التعبير، في وقت تطالب فيه السعودية بإغلاق قناة “الجزيرة” ثمناً لرفع الحصار عن دولة قطر.
وفيما عبر الأمين العام لنقابة الصحافيين في بريطانيا، سيموش دولي، عن مخاوفه من سيطرة السعودية على هذه الوسيلة الإعلامية، وعلاقتها البعيدة عن مفهوم حرية الإعلام، إضافة إلى سجلها في ما يتعلق بحقوق الإنسان، أشار متحدث باسم “إندبندنت” إلى أن استقلال السياسة التحريرية للصحيفة سيبقى محمياً عبر اتفاق بين المساهمين فيها، بحسب تقرير “ذي غارديان”.
فهل ستحدد السعودية سياسة الصحيفة وتستغلها لمصلحتها في معاركها الإعلامية ضد كل من يخالفها الرأي؟ يبقى الجواب رهن الأيام المقبلة.