التقى رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" المقرب من العائلة السعودية الحاكمة، عثمان العمير، بالمعارض التركي فتح الله غولن في ولاية بنسلفانيا الأميركية، ما فسره البعض بالاستفزاز الجديد من قبل الرياض لأنقرة.
تقرير ابراهيم العربي
استفزاز جديد تلجأ إليه السعودية في مواجهة تركيا، بعد الشكوك التركية التي حامت حول المملكة والإمارات بدعم محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا في عام 2016.
الاستفزازات السعودية كان آخرها زيارة رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" السعودية، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط"، عثمان العمير، إلى الداعية الإسلامي المعارض فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بمحاولة الانقلاب، في مقر إقامته بولاية بنسلفانيا الأميركية.
العمير، المقرّب من الديواني الملكي، والذي تربطه علاقة وثيقة بالملكين السعوديين فهد وسلمان بن عبد العزيز، وفق "إيلاف"، نشر مقطع فيديو على حسابه في "إنستغرام" حول زيارته إلى بيت غولن، يقف فيه مع الأخير في غرفة نومه، واصفاً الحوار معه بـ"الحديث الشيق" وبأنه "يعيش حياة بسيطة وحوله الكتب والقرآن الكريم".
يعتبر العمير مقرباً من الإمارات أيضاً، ما عزز الشكوك بتورط الأخيرة إلى جانب السعودية بالانقلاب في تركيا، إضافة إلى أنه كاتبٌ معروف بليبراليته وأن معظم النخب الدينية تكرهه في بلاده، ما دفع إلى التساؤل عن سبب زيارته لرجل دين مثل غولن والإشادة به وبتدينه.
في التوقيت، يأتي نشر المقطع في حين تلقي الأزمة الخليجية بظلالها على العلاقات التركية السعودية مع انحياز تركيا إلى قطر، وإرسالها قوات عسكرية إلى الدوحة، والذي اعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء من وجهة النظر السعودية.
دفع استمرار الخلاف بين تركيا والسعودية الأخيرة إلى رفع مستوى عدائها للجانب التركي في أكثر من منطقة، ما جعل مسار العلاقة بين أنقرة والرياض على صفيح ساخن، الأمر الذي يفسر فشل الجهود التركية لحل الأزمة الخليجية مع قطر، ويفسر أيضاً الفتور في إستقبال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في جولته الأخيرة إلى الخليج، وتحديداً في السعودية.