تشهد منطقة الشرق الأوسط تحالفات جديدة أنتجت ثلاثية المحاور، السعودية، تركيا وإيران، ومحاولة كل طرف احتواء البلدان في المنطقة وجذبها إلى محورها.
تقرير ابراهيم العربي
غيّرت الأزمة الخليجية بين قطر ودول المقاطعة إلى حد كبير المشهد السياسي ليس فقط في الخليج، بل وفي عموم الشرق الأوسط.
كشفت الأزمة في المقام الأول هشاشة الأنظمة الملكية القائمة في المنطقة. إذ إن حقيقة الصراع كله تكمن في أن السعوديين وحلفاءهم قرروا تأديب “الأخ الأصغر” بسبب تزايد نشاطه في دعم ما سمته الرياض “الجماعات المتطرفة المعادية للمملكة.” وفي الوقت نفسه، شكلت علاقة قطر مع إيران مبرراً لتفجير هذه الأزمة بين البلدين.
دفنت الأزمة القديمة الجديدة واقعياً ما يسمى مجلس التعاون الخليجي. فمن الناحية الفعلية، أيدت السعودية في إجراءاتها ضد قطر، كل من الإمارات والبحرين فقط، بينما اتخذت سلطنة عُمان موقفاً محايداً، في حين أن الكويت فضلت لعب دور الوسيط بين طرفي النزاع.
كل ذلك دفع إلى نشوء محاور سياسية جديدة في الشرق الأوسط، محور السعودية وحلفائها مقابل محور قطر وتركيا. هذا إضافة إلى أن إيران تعمل على إنشاء مجموعتها التي تضم سوريا والعراق، اليمن كما لبنان بالإضافة إلى تقربها من قطر وتركيا.
لذلك، يحاول كل محور تقريب الفريق الآخر إليه، فبعدما عوضت إيران قطر ما انعكس عليها سلباً نتيجة المقاطعة وفتحت أجواءها أمام الطائرات القطرية، تقدمت السعودية بخطوة إلى الأمام باستضافتها لزعيم “التيار الصدري” السيد مقتدى الصدر، على أن استقبال ولي العهد محمد بن سلمان للصدر يصب في خانة المحاولة لإحداث خرق في وجه المحور الإيراني المتشكل في المنطقة.
صراع المحاور الإقليمية فرض نفسه عالمياً أيضاً، فالأزمة الخليجية أثبتت مرة أخرى الانقسام في المعسكر الغربي، حيث تتزايد انتقادات بعض الزعامات الأوروبية لسياسةَ الولايات المتحدة في الخليج، ومنها انتقاد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل الموقف الأميركي من الأزمة، وكذلك لبيعها كميات هائلة من الأسلحة إلى دول المنطقة، مع التشديد على الحاجة إلى استئناف التواصل مع إيران.