في بداية العدوان على اليمن هددت الرياض زعامات قبلية في منطقة كتاف بوقف الاعتمادات المالية المخصصة لها إن استمروا في المواجهة المسلحة التي يخضونها مع الطرف المعادي لها، وذلك لعلم المملكة بالتأثير القوي للقبائل اليمنية على وضع البلد وهي التي باتت تشكل الذراع السعودية في اليمن.
تقرير هبة العبدالله
في تعاملها مع اليمن تمارس السعودية إسقاطاً لهويتها كدولة غير مؤسسية وكيان ديني قائم على الأشخاص فتعتمد على القبيلة والقوى الدينية وتحرص على استقطاب زعماء القبائل تعزز نفوذهم والهدف إضعاف دور الدولة.
تربط فالمملكة السعودية علاقة مميزة بزعماء القبائل اليمنية. وبحسب الباحث المهتم بشؤون القبائل اليمنية بول دريش فإنه “من المتفق أن العلاقة بين صنعاء والرياض شيء والعلاقة بين آل سعود وبيت الأحمر شيء آخر”،. ويلفت الانتابه إلى أن بيت الأحمر هم “رأس القبيلة اليمنية ورمزيتها لزعامتهم خلف قبائل حاشد أقوى قبائل اليمن، بل ويذهب دريش إلى أفضلية الشيخ الراحل عبدالله الأحمر لدى الرياض، تسبق حتى الرئيس (يومها) علي عبدالله صالح، باعتبار الأحمر أصل العلاقة”.
وعندما أرادت الرياض دعم صالح رئيسا لليمن في يوليو/ تموز 1978، أرسلت طائرة خاصة في اليوم نفسه الذي انتخبه فيها مجلس الشعب التأسيسي رئيسا لليمن الشمالي حينها، وكانت مهمة الطائرة أن تقل الشيخ الأحمر إلى السعودية، ليعود في اليوم نفسه، صحبة علي بن مسلم، مشرف اللجنة الخاصة لإقناع زعماء القبائل بدعم صالح، وظل بن مسلم لتنفيذ المهمة في اليمن حتى تثبت حكم صالح، كما قال الأحمر نفسه في مذكراته.
ومنذ بداية عدوانها على اليمن قبل قرابة العامين والنصف، حاولت السعودية إحياء علاقتها بزعماء القبائل واستدعتهم إلى الرياض بداية الحرب ومنحتهم مبالغ مالية كبيرة، إلا أن أغلبهم وقف إلى جانب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحركة “أنصار الله”.
في أبريل/نيسان 2017، حاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تصحيح أخطاء المملكة في التعامل مع مشائخ القبائل البارزين فاجتمع معهم وألقى فيهم كلمة كان فيها الكثير من الإشادة بهم والتقدير لدورهم بعدما أزعتهم دائماً لهجة المسؤولين السعوديين في مخاطبتهم.
الجهود التي بذلتها السعودية في دعم مراكز قوى يمنية خارج الإطار الرسمي ساهمت في إضعاف الدولة وتقويضها والتآمر عليها لتحول المملكة السعودية القبيلة اليمنية ذراعا تاريخية لها في هذا البلد في إطار استقطاب سياسي نفعي للرياض وغير خيري لصنعاء.