تواصل الجرافات السعوديةُ عمليات هدمٍ لأبنيةٍ في “حي المسوَّرة” في بلدة العوامية تحت حراسةِ المدرعاتِ العسكرية، وغطاءٍ من القذائفِ الصاروخيةِ والرشقاتِ النارية، في وقتٍ أفيدَ فيه عن ظهور الطائرات الحربية فوق سماء البلدة، لأول مرة منذ بدء الإجتياح في مايو/أيار 2017.
تقرير عباس الزين
84 يوماً من عمرِ الاجتياحِ السعودي لبلدةِ العوامية وجوارِها، والقوات السعودية ترفع من وتيرة استهدافها للأحياء بشكل متواصل، وتعزز من تواجدِها العسكري عبر استقدام عددٍ من الآليات العسكرية وآليات الهدم.
وأفاد شهود عيان عن استهداف القوات السعودية لحيِّ الديرة بالقذائف الصاروخية والأعيرة الناريةِ الثقيلة، كما عمدت القوات الى إلقاء القنابلِ الحارقة على المنازل. وأوضحت المعلومات أنَّ القوات الأمنيةَ أضرمت النار في إحدى المنازل خلف مبنى بلدية العوامية، فيما تولَّت فرقٌ أخرى فتحَ نيرانِ أسلحتها الرشاشة في أحدِ شوارعِ بلدة البحاري.
وأفاد ناشطونَ أنَّ الجرافات بدأت بالتجريف والهدم بعد 5 أيام من عملية اقتحام الحيِّ التي نفذتها القواتُ الأمنيةُ واستخدَمت فيها القصفَ المدفعيَّ والصاروخيَّ والأسلحةَ الرشاشة. وكانت السلطاتُ الأمنيةُ السعودية قد أرسلَت تعزيزاتٍ عسكريةً غيرَ مسبوقةٍ إلى بلدةِ العوامية وقامَت بعزلِ “حيِّ المسوَّرة” عن الأحياء المجاورة قبل أن تبدأَ الجرافاتُ بهدم المباني. هذا ويقوم عناصر من القوات السعودية، باقتحام المنازل التي أجبر أهلها على إخلائها، وسرقت محتوياتها، ومن ثم إضرام النار فيها وإحراقها.
وأفادت مصادر أهلية عن تحليق كثيف للطائرات الحربية النفاثة على علوٍّ منخفض فوق سماء العوامية، مخترقةً جدار الصوت لأكثر من مرة. ولا تزال دعوات التهجير مستمرة من قبل السلطات السعودية، من خلال إخافة السكان والضغط عليهم لترك البلدة.
كما جرت العادة، بدأت السلطات السعودية بالتلويح بتصعيدٍ آخر عبر حساباتٍ وهمية تابعة لوزارة الداخلية على موقع “تويتر”. وبدأت تلك الحسابات تروّج لدخول طائرات “أباتشي” في عملية الإجتياح ضد المدنيين، ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لجميع المواثيق الدولية.
يسعى النظام السعودي، من خلال ترهيبه للسكان، وقطع الكهرباء وخدمات حيوية أخرى، إلى عزل البلدة عن محيطها. ويهدف إطلاق القذائف ورصاص القنص المستمر، إلى جانب عمليات الهدم، إلى تهجير سكان العوامية وتحويلها إلى منطقةٍ عسكرية غير قابلةٍ للحياة.